تركيا تغيّر مواقف دافعت عنها باستماتة: الأسد فاعل ولا غنى عن مصر وإسرائيل
• يلدريم: دمشق أدركت خطر الأكراد ويجب محاورتها على مرحلة انتقالية
• واشنطن شريك استراتيجي... وموسكو لم تطلب استخدام «إنجرليك»
أطلق رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمس، جملة مواقف، جلها يخالف أسساً ثابتة، دافع عنها باستماتة طوال السنوات الماضية الرئيس رجب طيب إردوغان، وأبرزها إعلان الرئيس السوري بشار الأسد رجلاً لا يمكن تجاهله في أي حل للصراع الدائر في بلاده، وضرورة بدء تطوير علاقات اقتصادية وثقافية مع مصر.وفي اجتماع مع ممثلي وسائل إعلام محلية ودولية في إسطنبول، أعلن يلدريم اعتزام تركيا القيام بدور أكبر في الأزمة السورية، خلال الأشهر الستة المقبلة، سعياً «لوقف حمام الدم»، وقال: «شئنا أم أبينا، الأسد هو أحد الفاعلين اليوم، ويمكن محاورته من أجل المرحلة الانتقالية»، قبل أن يضيف على الفور: «هذا غير مطروح بالنسبة لتركيا».وبينما أكد أن موسكو لم تطلب استخدام قاعدة إنجرليك، لأنها ليست بحاجة إليها، كونها تملك «قاعدتين في سورية»، اعتبر يلدريم أن دمشق «فهمت» أن الأكراد أصبحوا «تهديداً لسورية أيضاً»، في أول رد فعل على الضربات السورية غير المسبوقة الموجهة لهم في الحسكة.
وفي تطور مهم، أعرب رئيس الوزراء التركي عن رغبة بلاده في «إطلاق شارة البدء» بتطوير العلاقات مع مصر، لاسيما اقتصادياً وثقافياً، داعياً إلى «عدم إشراك الشعبين التركي والمصري في الخلافات السياسية». وذكر أن «شرعنة أنقرة للانقلاب العسكري في مصر أمر غير وارد إطلاقاً»، موضحاً أن حكومته لا تتوقع تحسن العلاقات مع مصر على أعلى المستويات خلال فترة قصيرة.ومع تصاعد التوتر مع واشنطن، أكد أن الولايات المتحدة «شريكنا الاستراتيجي وليست عدونا»، مبيناً أنه «يمكن أن تكون هناك تقلبات في العلاقات، لكن علينا إزالة ما يتسبب في تدهورها».وفي إطار محاولة إصلاح شبكة المخابرات، بعد محاولة الانقلاب، أعلن يلدريم، أمس، أن تركيا ستضع عمليات جهازي المخابرات الداخلي والخارجي تحت مظلة واحدة، لتحسين التنسيق بينهما، والمساعدة في الحيلولة دون وقوع محاولة ثانية.في موازاة ذلك، صادق البرلمان التركي على اتفاق المصالحة، وتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، واضعاً حداً لخلاف دبلوماسي استمر 6 سنوات بين الحليفين الإقليميين السابقين، بحسب يلدريم.