إعادة رسم خريطة المنطقة فما دور الدول العربية؟
يبدو أن إعادة رسم خريطة المنطقة في مراحلها النهائية، وهناك دول محورية في المنطقة مثل تركيا وإيران سيكون لها دور محدد يخدم أجندة الدول الرأسمالية الاحتكارية، ويحقق لها، في الوقت ذاته، مصالح سياسية معينة.
![د. بدر الديحاني](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1472378832591788600/1472378876000/1280x960.jpg)
ليس ذلك فحسب، بل إن تركيا تناست التصريحات العنترية السابقة لإردوغان حول نظام الأسد، إذ إنها اعتبرت في تصريح ورد مؤخراً على لسان رئيس وزرائها وتناقلته وسائل الإعلام أن الأسد "هو أحد الفاعلين في النزاع السوري، ويمكن محاورته من أجل المرحلة الانتقالية"!على أي حال يبدو أن إعادة رسم خريطة المنطقة في مراحلها النهائية، وهناك دول محورية في المنطقة مثل تركيا وإيران سيكون لها دور محدد يخدم أجندة الدول الرأسمالية الاحتكارية، ويحقق لها، في الوقت ذاته، مصالح سياسية معينة. هذا مع العلم أن المشروعين القوميين لكل من تركيا وإيران اللذين تُطبّل لهما ليل نهار، ومن دون خجل، تيارات الإسلام السياسي في منطقتنا (التيارات السنيّة مع مشروع تركيا، والتيارات الشيعيّة مع مشروع إيران)، يتجاوزان الهويتين الوطنية والقومية، ويتعارضان تعارضاً كلياً مع أي مشروع نهضوي عربي مستقل في المستقبل. ومن أسف أن دولة عربية محورية كان من الممكن أن تقود مشروعاً عربياً نهضوياً مستقلاً مثل مصر، على سبيل المثال، مشغولة في همومها وقضاياها الداخلية، وغير قادرة في الوقت الحالي، لأسباب كثيرة، على قيادة مشروع عربي جديد. فما دور الدول العربية في الترتيبات السياسية الجديدة؟ وأين، يا ترى، موقع دولنا في خريطة "الشرق الأوسط الجديد"؟!