هل توقعت الجدل المصاحب لفيلم «اشتباك» منذ الإعلان عن اقتراب موعد عرضه؟

منذ اختيارنا الفكرة نعرف جيداً أن جدلاً كبيراً سيصاحبها، فجماعة «الإخوان المسلمون» سيعتقدون أن الفيلم موجه ضدهم، الأمر نفسه الذي سيعتقده من خرجوا بمواجهتهم، وكل تيار سياسي سيشعر بأن الفيلم ينتقده سلباً. بينما في الحقيقية، لا ينحاز العمل إلى أية فكرة سوى الإنسانية، وهو ما كان سبب اعتراضي على الجملة التي فرضتها الرقابة علينا، والتي تؤكد على ثورة 30 يونيو، للسماح بعرض الفيلم تجارياً، لأنها تعطي انطباعاً مسبقاً عن الفيلم بأنه يساند تياراً على حساب آخر.

Ad

لكن وجهة النظر التي ترى في الفيلم مغالطة للإخوان تستند إلى المراجعات الفكرية التي شهدتها سيارة الترحيلات.

يحمل الفيلم رصداً لسلبيات جماعة «الإخوان» بالتأكيد، مثلما يرصد سلبيات أخرى مرّ بها المجتمع في تلك الفترة. عموماً، السلبيات والإيجابيات موجودة في كل فصيل، ونحن أردنا التركيز على الإنسان لا على انتمائه السياسي، ذلك من دون أن نحدد من أصاب ومن أخطأ. فقد تصارع هؤلاء البشر نتيجة لاستقطاب سياسي كاد أن يؤدي بحياتهم، فحاولت قدر الإمكان إبعاد شخصيتي وآرائي عن الفيلم بشكل كبير، وهو كان موقف شقيقي محمد دياب الذي تولى الإخراج فيما تشاركنا في الكتابة. كذلك بدأت المراجعات فعلاً في تصريحات عدة تالية لتوقيت كتابة الفيلم بشكل أكثر وضوحاً. ولا أنكر أن صعوبة العمل كانت في تحقيق التوازن، وهو ما جعلنا نعمل على السيناريو ونعيد كتابته 14 مرة، خرج في كل واحدة منها بشكل مختلف.

هل طاول التعديل خطوط العمل الأساسية؟

أردت تحقيق توازن في الشخصيات بشكل كبير، لذا كتبنا كل شخصية أكثر من مرة وأجرينا تعديلات عليها لتكون أكثر واقعية. فضلاً عن أن الفترة التي استغرقها الفيلم بالكتابة والتصوير اقتربت من عامين تقريباً وشهدت تحولات سياسية كثيرة حاولنا أن لا تؤثر فينا.

فكرة تصوير الفيلم من داخل سيارة الترحيلات، هل كانت مقصودة؟

فعلاً، كنا خلال الكتابة أمام خيارين: الأول، تصوير المشاهد الخارجية إلى جانب المشاهد الرئيسة داخل سيارة الترحيلات، والآخر التصوير من داخل السيارة، وهو ما فضلنا اللجوء إليه لنشاهد الحياة من داخل سيارة الترحيلات كما هي، ونعطي إحساساً للمشاهد بأنه يعيش مع الشخصيات فعلاً.

ملاحظات

هل وجدت مشكلة مع الرقابة في السيناريو؟

إطلاقاً. مرّ الفيلم على الرقابة في مرحلة السيناريو من دون أية ملاحظات، بل على العكس حصلت على إشادة منها بالمضمون. لكن الموقف تغيّر بعد حملة الهجوم التي تعرض لها العمل عقب عرضه في مهرجان «كان» من دون أن أعرف السبب، خصوصاً أن الرقابة شاهدته قبل المشاركة العالمية، ولم تكن لها أية ملاحظات على الأحداث أو رغبة في حذف أي مشهد، ما جعلنا نستغرب إلزامنا بالجملة في بدايته والتي نعتبرها خارج السياق بشكل كامل.

ثمة ملاحظات عن اختزال خلفية الشخصيات.

كان الأمر مقصوداً بالطبع، فمن الأخطاء الشائعة في السينما المصرية الانشغال بتفاصيل الشخصيات وحياتها بشكل لا يناسب طبيعة العمل الفنية، لذا حرصنا على أن تأتي خلفية الشخصيات بما يتناسب مع ظهورها فحسب، وأعتقد أن من شاهد الفيلم لم يشعر بأن ثمة معلومات غائبة عن حياة أية شخصية أو سبب تواجدها في سيارة الترحيلات.

هل غيّر محمد كمخرج في أحداث الفيلم؟

غيّر محمد نهاية الفيلم خلال مرحلة التحضيرات الأخيرة، واقتنعت بوجهة نظره.

لماذا لم تشارككما شقيقتكما شيرين دياب العمل؟

ليس بالضرورة أن نحضر نحن الثلاثة في كل عمل، فأحياناً يكون لدى أحدنا انشغال في أمور أخرى، وشيرين لديها مشروع آخر في الفترة الراهنة. وأشير هنا إلى أننا عموماً عندما نعمل معاً يتولى القيادة أحدنا ويكون صاحب الفكرة وله القرار النهائي في أمور قد تثير الجدل خلال مرحلة الكتابة.

أيام الدراسة... والجديد

يقول السيناريست دياب إن دراسته السينما في أميركا أثّرت بعمق في أعماله، لاسيما طريقة تعامله مع الكتابة من أسلوب ومعالجة وغيرهما من تفاصيل فنية. ويتابع: «أعتقد أن هذا الأمر سينعكس تدريجياً على أعمالي، خصوصاً أن أيام الدراسة كانت مرحلة مهمة في حياتي».

حول مشاريعه الجديدة يوضح أنه يصوّر راهناً فيلمه الجديد «طلق صناعي» مع حورية فرغلي، و»هو عمل كوميدي أتمنى أن يحقق النجاح. كذلك أشارك في كتابة مسلسل كوميدي اجتماعي يتناول العلاقة بين الرجل والمرأة من خلال قصص وحكايات عدة، وهو مشروع مشترك لا يزال أمامه بعض الوقت».