الـ«سيت كوم»... غياب مؤقت أم دائم؟
شهدت مسلسلات الـ«سيت كوم» في مصر اختفاءً ملحوظاً خلال الفترة الماضية، فبعدما وصل عددها في بعض السنوات إلى نصف الإنتاج الدرامي على مدار العام، غابت بشكل شبه كامل ولم يتبق منها سوى الجزء الثاني من مسلسل «أنا وبابا وماما». حتى أن الأخير خرج من السباق الرمضاني الفائت بعد تأجيل عامين، ليبقى حبيس الأدراج لأسباب تسويقية.
شهد الـ«سيت كوم» في مصر قبل سنوات قليلة حضور عدد كبير من الفنانين في العمل الواحد، بالإضافة إلى سرعة تنفيذه بمعدل حلقة يومياً، بسبب طبيعة الأحداث والتصوير بالمكان والديكور نفسيهما، فضلاً عن أن المخرج ليس بحاجة إلى التصوير الخارجي ومدة الحلقة تتراوح بين 20 و25 دقيقة.معتمداً على هذه العناصر، انتشر الـ«سيت كوم» بصورة واسعة. لكنه غاب عن الشاشة في الفترة الأخيرة. لماذا، وما رأي الممثلين والنقاد به؟يقول الممثل شريف سلامة، صاحب تجربة «الباب في الباب»، إن موافقته على العمل وتقديم ثلاثة أجزاء منه ارتبطا بجودة السيناريو والحبكة الدرامية، لافتاً إلى أن الرهان يكون على القصة دائماً وليس على أية عوامل أخرى.
ويضيف أن التجربة كانت جيدة بالنسبة إليه كونها احتوت على جانب كوميدي لم يقدمه سابقاً، لافتاً إلى أن فترة عرض «الباب في الباب» شهدت تواجد أكثر من «سيت كوم»، ولكنه رغم ذلك حقّق رد فعل جيداً من الجمهور.سلامة يرجع توقف تقديم أية أجزاء جديدة إلى استنفاد الفكرة أغراضها الرئيسة، مؤكداً أنه لن يتردد في تكرار التجربة إذا وجد عملاً بالمستوى الجيد نفسه مضموناً وشكلاً.من جهته، يقول الناقد محمود قاسم إن مسلسلات الـ«سيت كوم» كانت صيحة درامية ارتبطت بانخفاض تكلفة المنتج وقلة الوقت المطلوب لصناعته وتقديمه على الشاشة، وهي أمور لم تعد مرغوبة اليوم، خصوصاً أن مدة المسلسل الدرامية أصبحت لا تزيد على 30 دقيقة، ما يدفع المنتجين بالتأكيد إلى تقديم الأعمال وبيعها للمحطات كمسلسلات وليس كتجارب «سيت كوم». ويذكر هنا أن الكوميديا المكتوبة في الأخيرة لم تعد جاذبة للجمهور.ويشير قاسم إلى أن انتشار الـ«سيت كوم» لسنوات على الشاشة ارتبط بشكل وثيق بنجاح تجارب بعينها بشكل استثنائي وتحقيقها نسبة مشاهدة مرتفعة، لذا سعى منتجون وفنانون كثيرون إلى استغلال هذا الأمر، لافتاً إلى أن تسويق هذه الأعمال في بدايتها كان أسهل بكثير مما هو عليه في الفترة الراهنة التي لا تشهد ترحيباً بشراء هذه التجارب.كذلك يلفت قاسم إلى أن من الظلم تعميم الاستسهال على تجارب الـ«سيت كوم» كافة فهي قدمت نجوماً جيدين للجمهور، موضحاً أن الأمر أصبح مرهوناً بالفضائيات وبرغبتها في شراء هذه الأعمال، خصوصاً في ظلّ غياب أي منفذ آخر للعرض.
ضعف الميزانية
ترى الناقدة ماجدة خير الله أن ضعف ميزانية إنتاج مسلسلات الـ«سيت كوم» كان سبب انتشارها، لكنها تراجعت بشدة بسبب عدم الاهتمام بالمضمون وفشل منتجها بالتسويق، خصوصاً أن غالبيتها ارتكزت على تقديم محتوى كوميدي من دون أن يحمل جديداً، الأمر الذي حثّ القنوات على الإحجام عن شرائها لأن الجمهور بدأ بالنفور منها.وتضيف أن الجيد من هذه التجارب ليس بكثير، لكنّ انتشارها الواسع خلال الفترة الماضية كان بسبب الرغبة في استغلال نجاحها مثلما يحدث مع أية «ثيمة» من الأعمال الدرامية التي تحقق النجاح، لافتة إلى أن الخطأ الشائع كان اعتمادها كوسيلة حضور لدى فنانين تقاضوا أجوراً منخفضة معتمدين على سرعة التصوير التي تصاحبها.«نسي الجمهور غالبية أعمال الـ«سيت كوم»، وكثير منها لم يعرض سوى مرة واحدة بسبب عدم جدية محتواه»، تقول خير الله مؤكدة أن الفترة الراهنة لن تشهد ظهوراً لهذا النوع من المسلسلات بعدما تحوّل اهتمام الصانعين إلى تقديم مسلسلات طويلة تعرض خارج السباق الرمضاني.«راجل وست ستات» و«تامر وشوقية»
منذ ظهور مسلسلات الـ«سيت كوم» في مصر، وعلى مدار أكثر من 10 سنوات، احتفظ «راجل وست ستات» بلقب الـ«سيت كوم» الأكثر مشاهدةً وأجزاءً هي 10 حتى الآن. يتولى البطولة أشرف عبد الباقي مع كل من لقاء الخميسي ومها أبو عوف وسامح حسين، ورغم إعلانهم الاكتفاء بستة أجزاء في إحدى السنوات، فإنهم تابعوا التصوير مع تلقي الشركة المنتجة عروضاً عدة لأجزاء جديدة.الفنان سامح حسين غاب عن جزأين من المسلسل، وهو صاحب أحد الأدوار الرئيسة، ويستعد فريق العمل لتصوير أجزاء جديدة قريباً ستعرض خارج السباق الرمضاني.أما «تامر وشوقية» فلم يُكتب له الاستمرار. بعد انسحاب الممثل أحمد الفيشاوي بدور «تامر» منه، قدمت الشركة المنتجة جزءاً واحداً من دونه فأخفق، ما دفعها إلى التوقف عن إنتاج أجزاء جديدة.
ماجدة خير الله: ضعف ميزانية إنتاج مسلسلات الـ«سيت كوم» كان وراء انتشارها