في الوقت الذي لاتزال تتسع فيه دائرة مُنتقدي سياساته داخلياً وخارجياً، استغل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حديثه لرؤساء تحرير الصحف القومية الثلاث "الأهرام، الأخبار، الجمهورية"، الذي نشر أمس، للتأكيد على ضرورة وقوف الشعب إلى جواره، حتى يتم إنجاز أعمال إعادة البناء.ونشرت الصفحة الرسمية للسيسي على موقع التواصل "تويتر"، أمس الأول، تدوينة تشمل جزءا من الحوار، قال فيها: "الشعب هو ظهر المقاتل، وحين يشعر المقاتل أن شعبه مل منه فإنه لا يعود بمقدوره أن يقاتل، إذ إن ذخيرة القتال هي الكبرياء والشرف والعزة، ودونهم جميعا لا يمكنه أن يكون مقاتلا ولا أن يستمر في القتال"، الأمر الذي دفع رواد "تويتر" إلى تدشين "هاشتاغ": "حنقاتل معاك يا سيسي".
وأكد الرئيس المصري، أن علاقات مصر بدول العالم قائمة على الشراكة لا التبعية، وخلال العامين الماضيين لم يستطع أحد أن يملي عليها شيئا، ولفت "عند إعلان بيان 3 يوليو 2013، حينما كنت وزيراً للدفاع، فإننا - وأقسم بالله – لم نستأذن أحدا أو نخطر أحدا أو ننسق مع أحد، فيما قررته الجماعة الوطنية وأعلنته على الشعب".وعن العلاقات المصرية بدول الخليج، أكد السيسي أن العلاقات مع دول الخليج ثابتة وقوية، وقال: "نحن حريصون على هذا الأمر، والأشقاء في دول الخليج يحرصون أيضا من جانبهم على توطيد هذه العلاقات، ولا توجد مشكلة تعتري هذه العلاقات، سواء في ما يتعلق بقضايا المنطقة والتعاون الثنائي، لكن البعض يختزل العلاقات بين مصر وأشقائها في الخليج بحجم الدعم المقدم منها، وهذا ليس صحيحا".وفي ما يخص اتفاقية إعادة تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، قال السيسي: "نتعامل باحترام كامل لمؤسسات الدولة، ونحترم القضاء وفقا للقانون وأحكامه، والقضاء نفسه أتاح للدولة التعامل أمامه في نفس الموضوع وفقا للقانون، ولدينا مؤسسة البرلمان التي تمثل إرادة الشعب، وسيكون أمام البرلمان فرصة كاملة لدراسة الاتفاقية بشكل متعمق، وكل الأشقاء في السعودية يتفهمون الموضوع والإجراءات الدستورية في مصر تماما".
علاقات استراتيجية
وفي الشأن الإفريقي، قال السيسي إن المباحثات في ما يخص قضية سد النهضة، تسير بشكل مطمئن للجميع ويبعث على الرضا، مضيفا: "لابد أن تكون ردود أفعالنا هادئة وواثقة ومطمئنة بأن مياه النيل ستظل تتدفق إلى مصر، وهم يعون هذا"، فيما حاول التأكيد على قوة العلاقات "المصرية - الأميركية"، رغم حالة الفتور التي تظهر على علاقات البلدين، وأن العلاقات بيننا استراتيجية، وتقوم على ثوابت يحرص عليها الطرفان.بينما أكد أن العلاقات مع روسيا راسخة وذات طبيعة خاصة، ولها بعدها التاريخي، وحادث سقوط الطائرة لم يترك أثرا سلبيا على هذه العلاقة، لكن كانت هناك بعض الظروف، وتمت مراعاتها بين البلدين، ونحن متفهمون للموقف الروسي.وقال السيسي أيضا "إن نقاطا صغيرة يجري التفاوض بشأنها حول ملف الضبعة النووي، وأن مصر تعول على هذه المحطة في دخول آفاق المعرفة النووية".من جهته، ربط نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان عبدالغفار شكر، بين طلب الرئيس السيسي من الشعب الوقوف إلى جواره وبين تصاعد الانتقادات ضد سياساته الداخلية والخارجية، خاصة في ما له صلة بنية الحكومة اتخاذ إجراءات مؤلمة وصعبة لسد عجز الموازنة، ولفت إلى أن حديث السيسي وحديث رئيس الحكومة شريف إسماعيل إلى وسائل الإعلام خلال الفترة الأخيرة، دليل على معرفة الحكومة والرئيس بأن الشعب غير قادر على تحمل الإجراءات والقوانين التي سيتم تطبيقها خلال الفترة المقبلة.ووصف رئيس "وحدة دراسات الخليج" في مركز الأهرام للدراسات معتز سلامة، العلاقة المصرية مع دول الخليج بـ "الاستراتيجية"، ولفت في تصريحات لـ "الجريدة" إلى أن الدعم المقدم لمصر من دول الخليج ساعد على استقرار الأوضاع في مصر، وشدد على أن الأمن القومي المصري جزء لا يتجزأ من الأمن القومي لدول الخليج.35 ملياراً
على صعيد ذي صلة، قال رئيس مصلحة الضرائب عبدالمنعم مطر، أمس، إن المصلحة تستهدف تحصيل 35 مليار جنيه (نحو 3 مليارات دولار أميركي) جديدة من ضريبة القيمة المضافة، وأكد مطر عدم تضرر التاجر الملتزم ضريبيا من تلك ضريبة، فهي تمنع الازدواج الضريبي، وتقضي على ظاهرة التهرب الضريبي.إلى ذلك، أجلت اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب اجتماعها الذي كان مقررا انعقاده أمس، لبت مسألة تصعيد عمرو الشوبكي نائباً عن دائرة الدقي والعجوزة، بدلا من أحمد مرتضى منصور، بعد حصول الأول على حكم قضائي من محكمة النقض يقضي بعضويته، من دون أن تحدد اللجنة موعدا رسميا للاجتماع المقبل. واعترض عضو اللجنة التشريعية علاء عبدالمنعم، على عدم اتخاذ قرار برلماني بتصعيد الشوبكي، قائلا في تصريحات صحافية: "الناس في الشارع بتضحك علينا، احنا بنخالف الدستور"، متسائلا: هل تصعيد الشوبكي يهدد الأمن القومي المصري؟على صعيد آخر، علمت "الجريدة" أن المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية سيعقد اجتماعا غدا الأربعاء، لكشف موقفه النهائي من قانون بناء وترميم الكنائس، فيما عقدت الكنيسة الإنجيلية مساء أمس، اجتماعا طارئا لمناقشة صيغة القانون المقترحة.