للسنة الرابعة: غضب من غياب مبارك عن المناهج
«سطر» عن الضربة الجوية ومرسي رئيس... مغيث: تزييف للتاريخ
اعتبر خبراء تعليم أن حذف الحقبة التي تضمنت فترة حكم الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك تزييف للتاريخ، وطالبوا بضرورة تدارك ذلك في مناهج الثانوية العامة، التي خلت منذ عام 2011 من أي إشارة لمبارك أو إنجازاته، باستثناء قيادته للضربة الجوية في حرب أكتوبر 1973، بينما أضيف لاحقا اسم محمد مرسي رئيسا للبلاد، إبان فترة حكمه، وظل الوضع دون تغيير أو إشارة لعزله حتى الآن.وتجدد الجدل في الأوساط التعليمية، وحتى على المستوى الجماهيري، بعدما أوصت لجنة تعديل المناهج المشكلة من وزارة التربية والتعليم خلال العام الجاري، بضرورة إضافة ثورتي يناير 2011، التي أطاحت بنظام مبارك، و30 يونيو 2013 التي عزلت الرئيس الإخواني محمد مرسي.وتجاهل كتاب التاريخ، المقرر على طلاب الثانوية العامة، حتى الآن فترة حكم مبارك، كما أن الفقرة الوحيدة التي تتحدث عن "الضربة الجوية" لا يظهر اسمه مسبوقا بكلمة "الرئيس"، بينما احتفظ محمد مرسي بلقب الرئيس دون توضيح أنه رئيس أسبق أو معزول في الطبعات التي تلت عزله.
وقال عضو هيئة التدريس المختصة بوضع منهج التاريخ وأستاذ قسم التاريخ بجامعة عين شمس جمال شقرة، لـ"الجريدة"، أمس، "اقترحنا أن يذكر المنهج أن إطاحة مبارك جاءت نتيجة لانتشار الفساد في سنوات حكمه الأخيرة، ثم تغير النظام في 30 يونيو 2013، لكن الوزارة رفضت التوصية لعدم توافر أحكام نهائية ضد الرئيسين السابقين".ويبدو أن الوزارة تداركت الخطأ فقررت حسبما أعلنت، في بيان، مطلع الأسبوع الجاري، تشكيل لجنة جديدة لتعديل المناهج وإضافة ثورتي "يناير ويونيو" في مناهج العام الدراسي 2017-2018، وليس العام المقبل، الذي ينطلق 24 سبتمبر المقبل، لأن الكتب الدراسية طبعت بالفعل.واستنكر الخبير التربوي كمال مغيث حذف أحداث تاريخية من المناهج، مضيفا لـ"الجريدة": "ينبغي احترام التاريخ، وعدم تجاهل أي من حكام مصر، سواء كان تأثيرهم في التاريخ إيجابيا أو سلبيا، وإلا فإن ذلك يعد تزييفا للتاريخ الذي نعلمه للأجيال القادمة".من جانبه، ذكر معاون وزير التعليم الأسبق طارق نورالدين ان هناك قصورا في اللجنة التي وضعت منهج التاريخ، أدى إلى تضمين معلومات زائفة وإهدار المال العام، لافتا في تصريحات لـ"الجريدة" إلى أن التاريخ يجب أن يذكر كل الأحداث التي مرت على مصر، ولا يصح تقليص دور رئيس حكم مصر 30 عاما في سطر واحد.