السيسي يلتمس الصبر... والاتفاق على وديعة مليارية إماراتية

التمس الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من شعبه الصبر، من أجل تحقيق تنمية اقتصادية دائمة، خلال الجزء الثاني من المقابلة التي أجراها مع رؤساء تحرير الصحف القومية الثلاث، الأهرام والأخبار والجمهورية، والتي نُشرت أمس، وقال إن "مصر كسائر الدول تجابه تحديات داخلية، تتطلب وحدة وتكاتف الشعب لتحقيق الأهداف الوطنية التي ترفع من مستوى المعيشة، وتوفر له حياة كريمة ونموا وتقدما".

وأوضح الرئيس: "الشعب هو الظهير المساند والداعم للدولة في برنامجها السياسي والاقتصادي، برنامج يسعى وفق خطط مدروسة، إلى تحقيق معدلات نمو تهدف إلى الارتقاء بمستوى معيشة المواطنين".

وأشار إلى أن مصر تخوض تجربة متقدمة على جميع الصعد، وأنه يثق ثقة عالية بوعي الشعب المصري بأهمية الصبر على نضج هذه التجربة، مضيفا: "ما يهمني هو أن نجابه التحدي معا، كتلة وطنية صلبة، وأن نصبر على نضج التجربة المصرية لتنهض وتنجح".

مخصصات الجيش

وحاول السيسي توضيح حجم المخصصات المالية للقوات المسلحة، ردا على الشائعات التي تطلقها بعض الجهات، قائلا: "لابد أن نعلم أن الاعتمادات المخصصة للقوات المسلحة في موازنة الدولة تبلغ نسبتها من 2 إلى 2.5 في المئة من الناتج القومي، وهي أقل نسبة في دول المنطقة، وأن ما تقوم به القوات المسلحة من أعمال تحديث تتم خارج الموازنة العامة، من خلال حصيلة توفرت لها عن طريق سياسة ترشيد على مدى 25 عاما مضت".

شروط الرئيس

وبدا من حديث السيسي أنه يحاول الحفاظ على شعبيته الآخذة في التآكل بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، وعدم تحقيق نسب التنمية التي وعد بها، حيث وصل عجز الموازنة العامة نحو 10 في المئة من الدخل العام للبلاد، كما بلغت نسبة الدين العام نحو 100 في المئة.

وألمح الصحافي المقرب من الرئيس السيسي، رئيس تحرير صحيفة الأخبار القومية ياسر رزق، في مداخلة متلفزة على إحدى الفضائيات، إلى شروط للرئيس حتى يترشح لفترة رئاسية مقبلة دون الإفصاح عن فحواها، فيما قال المتحدث باسم تحالف التيار الديمقراطي خالد داوود: "إذا كنا نعيش في مجتمع ديمقراطي فينبغي على الرئيس أن يطرح برنامجه الانتخابي على الشعب، ثم يترك له حرية الاختيار، لا التحدث عن شروط يمليها للترشح".

بدوره، أكد المتحدث باسم حزب التجمع اليساري نبيل زكي أن الحديث عن شروط للسيسي سابق لأوانه، وإن كانت جميعها تدخل في إطار حاجة السيسي إلى ظهير شعبي يستطيع الاعتماد عليه للخروج من الوضع الاقتصادي المعقد.

وعن مطالبات السيسي للشعب بالصبر، قال الكاتب الصحافي عبدالله السناوي لـ"الجريدة": "صبر الشعب مشروط بوضع خطط زمنية لإصلاح اقتصادي تم التوافق عليه مجتمعيا، فضلا عن ضرورة وضع سياسات تضمن محاربة فعلية للفساد"، متابعا: "لا يمكن تصور أن فصيلا واحدا من الشعب هو فقط من يتحمل فاتورة الإصلاح الاقتصادي".

على صعيد ذي صلة، قال مصدر مصري مسؤول إن الإمارات اتفقت مع القاهرة على تحويل مليار دولار إلى البنك المركزي المصري خلال الأيام المقبلة، في إطار منحة على مدى 6 سنوات.

ولفت المصدر، طالبا عدم نشر اسمه، إلى أن الجانب الإماراتي أكد أن الدعم يأتي في إطار التعاون الاستراتيجي بين البلدين، موضحا ان "المليار دولار ضمن مساعدات أعلنها الشيخ محمد بن زايد، خلال زيارته للقاهرة أواخر أبريل الماضي".

إلى ذلك، بدأ وفد عسكري روسي رفيع المستوى زيارة للقاهرة أمس، قادما من تركيا، ومن المقرر أن تستغرق الزيارة عدة أيام يتم التباحث خلالها مع مسؤولين عسكريين في مصر، لبحث سبل دعم علاقات التعاون المشترك في مجالات التدريب المشترك والتسليح.

في السياق، وفي مؤشر على عدم احتمالية عودة السياحة الروسية إلى شرم الشيخ أكتوبر المقبل، قال مصدر في المكتب الصحافي لوزارة النقل الروسية أمس إن تاريخ زيارة الخبراء الروس لمصر لم يتحدد بعد، وسيتحدد بعد الحصول على تأكيدات بالوفاء بكل مطالب روسيا في مجال أمن الطيران.

كما قال وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف، في تصريحات صحافية أمس، "من الممكن أن تستأنف حركة النقل الجوي بين روسيا ومصر من مطار القاهرة أولا، ويمكن طرح مسألة فتح عدد من المطارات المصرية للرحلات المنتظمة ورحلات الشارتر على مراحل".

وثيقة النهضة

على صعيد آخر، ذكر المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبوزيد أمس ان مصر تلقت الدعوة لحضور توقيع اتفاق وثيقة سد النهضة 5 سبتمبر المقبل في الخرطوم، على مستوى وزراء الموارد المائية والري.

وقال وزير الري الأسبق ضياء الدين القوصي: "إثيوبيا ستنتهي من بناء السد قبل انتهاء المكاتب الاستشارية من تقاريرها"، بينما اعتبر أستاذ المياه والتربة في جامعة القاهرة نادر نور الدين الخطوة بمنزلة إهدار للوقت، كون قرارات المكتب الاستشاري ليست إلزامية.

ميدانيا، قتل ضابطان من الجيش والشرطة "قنصا بالرصاص من قبل عناصر تابعة لتنظيم "أنصار بيت المقدس" في العريش شمالي سيناء مساء أمس الأول، بعدما تم استهدافهما أثناء وجودهما في أحد شوارع مدينة العريش.