العراق يغنم القيارة... وترقب لموجة نزوح غير مسبوقة
التحالف الدولي يحاصر الموصل تمهيداً لاقتحامها
وسط تحذيرات أممية من موجة نزوح لم يشهد لها العالم مثيلاً منذ سنوات، استعادت القوات العراقية، أمس، ناحية القيارة جنوب مدينة الموصل، خلال عملية عسكرية نوعية ضد تنظيم «داعش». وتشكّل القيارة، التي تضم مطاراً عسكرياً ومصفاة للنفط، معقلاً مهماً للتنظيم، ومن المتوقع أن تكون منطلقاً رئيسياً لعملية واسعة لتحرير الموصل من قبضته.وقال المتحدث باسم قيادة عمليات نينوى، العميد فراس بشار، إن «العملية انطلقت فجراً بمشاركة قوات مكافحة الإرهاب وقوات الجيش، وبمساندة طيران التحالف الدولي بعد إكمال استعدادات اقتحام ناحية القيارة»، موضحاً أنها «حققت نجاحاً كبيراً، وتم اقتحام الناحية مع الحفاظ على أرواح المدنيين الذين يتخذهم التنظيم دروعاً بشرية».
وأشار مدير الناحية صالح الجبوري إلى «وجود نحو 15 ألف مدني محاصرين من الجهاديين داخل القيارة»، مؤكداً «توزيع المساعدات عليهم فور تحريرها». وبينما تواصل القوات العراقية، بدعم من التحالف الدولي، عمليات محاصرة الموصل بهدف تنفيذ هجوم واسع لاستعادة السيطرة عليها، حذر تقرير للأمم المتحدة صدر عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، أمس، من موجة نزوح لم يشهدها العالم منذ سنوات، مبيناً أن «الهجوم المرتقب على المدينة قد يؤدي، إذا ما طال أمده، إلى نزوح أكثر من مليون عراقي إضافي».وحذر ممثل المفوضية في العراق، برونو جيدو، من أن «الأسوأ لم يأت بعد، ونتوقع أنه قد يؤدي إلى نزوح جماعي على نطاق لم يشهده العالم منذ سنوات عديدة»، مضيفاً: «نحن ننشئ مخيمات جديدة، ونقوم بالتجهيز المسبق للوازم الإغاثة العاجلة لضمان حصول الأشخاص الهاربين على المساعدة العاجلة».وقال المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين أدريان أدواردز للصحافيين في جنيف إن «الأمم المتحدة» لا تعرف عدد السكان حالياً في الموصل، لكن «ما يصل إلى 1.2 مليون شخص قد يتأثرون بعملية تحرير المدينة»، مضيفاً أن «المفوضية العليا تفعل ما بوسعها لإقامة مخيمات جديدة لاستقبال النازحين وتقديم المساعدة السريعة لهم، لكننا بحاجة للمال وأراض جديدة لنصب الخيام».وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فإن نحو 400 ألف شخص يمكن أن يفروا في اتجاه جنوب الموصل، ونحو 250 ألفاً نحو الشرق، ومئة ألف نحو الشمال الشرقي في اتجاه الحدود السورية.