بايدن يتودد إلى الأتراك: ليت غولن في بلد آخر
إدارة أوباما لم تعلم مسبقاً بمحاولة الانقلاب... وأنقرة تعزل 2800 من القضاة
في أول زيارة لأرفع مسؤول غربي إلى تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو الماضي، غازل نائب الرئيس الأميركي جو بايدن الشعب التركي، مؤكداً ألا صديق لهم أوفى من الولايات المتحدة. ولفت إلى رفض الشعب الأميركي، جملة وتفصيلا ما حصل، قائلا "يا ليت غولن ليس في الولايات المتحدة بل في دولة أخرى".وشدد بايدن أمس، على أنه يتفهم المشاعر الحادة لدى الحكومة والشعب التركيين بخصوص موضوع الداعية الإسلامي فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة، والذي تتهمه أنقرة بتدبير الانقلاب الفاشل في 15 يوليو.
وقال بايدن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم، إن واشنطن "تتعاون مع السلطات التركية في هذه القضية".كما أكد بايدن أن بلاده " لم يكن لها أي علم مسبق بمحاولة الانقلاب ولم تدعم الحركة الجبانة، التي قام بها عدد من أفراد القوات المسلحة التركية"، مشيراً إلى أن "أميركا تعمل على تعزيز الديمقراطية في تركيا وهي أعلنت رفضاً سريعاً لمحاولة الانقلاب".كما أكد بايدن أن بلاده ستوفر أي مساعدات تحتاجها تركيا خلال تقدمها نحو تعزيز الديمقراطية.واعتبر بايدن أن "لا صديق لتركيا أهم من أميركا، وعلينا الوفاء بشروطنا القانونية في عملية تسليم فتح الله غولن"، لافتاً إلى أن "تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني نشرا الدمار في جنوب شرق تركيا ولا مصلحة لنا في حماية من يؤذي حلفاءنا". وتطالب تركيا بإصرار واشنطن بتسليمها غولن، في ملف أدى الى تدهور كبير في العلاقات بين البلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي الشهر الماضي.من جانبه، قال يلدريم إن "تركيا والولايات المتحدة ينبغي ألا تسمحا لأي أحداث بأن تضر بعلاقتهما" لكنه أضاف أنه" يتوقع أن تبدأ العملية القانونية لتسليم رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن دون تأخير".وقبل اللقاء، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس بأنه "يعتزم إبلاغ بايدن بأن واشنطن ليس لديها أي مبرر لعدم تسليم غولن".وأضاف إردوغان في كلمة أن "تركيا ستواصل تقديم وثائق للمسؤولين الأميركيين للمطالبة بتسلم غولن".من جهتها، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الوثائق المقدمة من أنقرة تشكل طلباً رسمياً بتسليم غولن، وإن كانت لا تتعلق بمحاولة الانقلاب.وتركيا عضو في حلف شمال الأطلسي وفي التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم داعش في سورية والعراق.لكن العلاقات الأميركية التركية تعقدت بسبب الصراع. فواشنطن تدعم وحدات حماية الشعب الكردية السورية المعارضة في قتالها ضد تنظيم داعش، في حين تشعر أنقرة بالقلق من أن يشجع تقدم هذه الوحدات المتمردين الأكراد في جنوب شرق تركيا.في سياق متصل، عزلت السلطات التركية أكثر من 2800 من القضاة وممثلي الادعاء أمس، في أحدث إجراء تطهيري بعد محاولة الإنقلاب. وعزلت تركيا أو أوقفت عن العمل نحو 80 ألف شخص من العاملين بالدولة والقضاء والشرطة والمحاكم من 15 يوليو.