الحسكة مدينة استراتيجية يتطلع إليها الجميع

نشر في 25-08-2016
آخر تحديث 25-08-2016 | 00:00
عناصر من «الأسايش» فوق تمثال باسل الأسد في الحسكة أمس الأول (أ ف ب)
عناصر من «الأسايش» فوق تمثال باسل الأسد في الحسكة أمس الأول (أ ف ب)
تقاسم الأكراد والنظام السوري السيطرة على مدينة الحسكة منذ عام 2012، إلا أن المعارك الأخيرة انتهت بتمكين الأكراد وجودهم في هذه المدينة الاستراتيجية، لينحصر حضور الحكومة السورية فقط في مؤسساتها الرسمية.

وسكان مدينة الحسكة عبارة عن 55 في المئة من العرب مقابل 45 في المئة من الأكراد. وتتضمن القوات الكردية كلا من وحدات حماية الشعب الكردية التي تعد بمنزلة "جيش الأكراد"، وقوات الأسايش، وهي بمنزلة "جهاز الشرطة والمخابرات".

أما من جهة النظام، فتنتشر في الحسكة أساسا قوات الدفاع الوطني، وهي عبارة عن مقاتلين عرب موالين للحكومة السورية، في حين يقتصر وجود القوات النظامية على بعض الحواجز والمؤسسات الحكومية.

تقع محافظة الحسكة في شمال شرق سورية، وتحدها تركيا من الجهة الشمالية والعراق من الجهة الشرقية. ولهذه المحافظة أهمية اقتصادية، لكونها كانت المورد الأساسي للقمح، كما تشتهر بزراعة القطن، فضلا عن الحقول النفطية التي تتركز في ريفها الجنوبي.

ويسيطر الأكراد على الجزء الأكبر من المحافظة، بينما تسيطر قوات النظام على عدد من القرى ذات الغالبية العربية في محيط مدينتي القامشلي والحسكة. ويوجد تنظيم الدولة الإسلامية في الريف الجنوبي الحدودي مع محافظة دير الزور.

يشكل الأكراد حوالي 15 في المئة من سكان سورية، وقد عانوا التهميش من السلطة المركزية على مدى عقود قبل اندلاع النزاع في عام 2011، إذ إن فئة كبيرة منهم محرومة من الجنسية السورية، كما كان يمنع عليهم تعلم لغتهم أو الكتابة بها أو إحياء تقاليدهم مثل احتفالات عيد النوروز.

ومنذ اندلاع النزاع، حاول الأكراد تحييد أنفسهم عن النظام والفصائل المعارضة المقاتلة على حد سواء. ومع اتساع رقعة النزاع في عام 2012، انسحبت قوات النظام تدريجيا من المناطق ذات الغالبية الكردية، محتفظة بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات في المدن الكبرى.

back to top