أطلقت كوريا الشمالية، أمس، صاروخاً بالستياً من غواصة في البحر، عبر 500 كيلومتر باتجاه اليابان، في تطور وصفه خبراء الأسلحة بالخطوة الواضحة نحو تحقيق طموحات بيونغ يانغ لتسديد ضربة نووية.

والمسافة التي عبرها الصاروخ، ورصدتها هيئة الأركان المشتركة في الجيش الكوري الجنوبي، تتجاوز بشكل كبير أي تجارب سابقة مماثلة، ما يؤشر إلى تقدم تكنولوجي كبير.

Ad

ولم تتعد المسافات السابقة، التي عبرتها الصواريخ، 30 كلم، وأقرت «هيئة الأركان»، في بيان، بأن التجربة تظهر تحسناً ملحوظاً، مشيرة إلى أن الشمال عازم بشكل واضح على تصعيد التوترات، وأن اختبار إطلاق الصاروخ من غواصة يمثل تحدياً خطيراً للأمن في شبه الجزيرة الكورية، وانتهاكاً خطيراً لقرارات الأمم المتحدة.

والنجاح المثبت لنظام صواريخ بالستية تطلق من غواصات يمكن أن يحمل التهديد النووي الكوري الشمالي إلى مستوى جديد، ويمنح الدولة القدرة على ضرب أهداف خارج شبه الجزيرة الكورية، وتسديد ضربة ثانية للرد في حال الهجوم على قواعدها العسكرية.

وتمنع قرارات الأمم المتحدة الحالية كوريا الشمالية من استخدام تكنولوجيا الصواريخ البالستية، لكن بيونغ يانغ واصلت إجراء العديد من عمليات الإطلاق، عقب تجربتها النووية الرابعة يناير الماضي.

وردت كوريا الجنوبية بالموافقة على نشر نظام «ثاد» الأميركي المتطور المضاد للصواريخ، في خطوة أساءت بشكل خطير إلى العلاقات مع الصين، الحليف الدبلوماسي الرئيسي لكوريا الشمالية.

من جانبه، قال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إن إطلاق الصاروخ يخترق منطقة الدفاع الجوي لليابان، واصفاً إياه بأنه «عمل متهور لا يمكن التهاون معه، وتهديد خطير لأمن اليابان».

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً بالستياً من اليابسة مباشرة نحو المياه التي تسيطر عليها اليابان، للمرة الأولى، ما أثار رداً غاضباً من طوكيو.

وتأتي التجربة الأخيرة بعد أيام من تهديد كوريا الشمالية بشن ضربة نووية وقائية ضد القوات الكورية الجنوبية والأميركية، التي بدأت مناوراتها العسكرية السنوية «أولشي فريدوم» الاثنين الماضي.

إلى ذلك، صدر انتقاد لهذه التجربة على لسان وزير الخارجية الصيني.