كان الراحل حمد السعيدان مولعاً بالقراءة والمطالعة منذ طفولته، مما أكسبه لاحقاً اطلاعاً واسعاً في الأدب واللغة بمفرداتها ومعانيها... وفي شبابه، استغل فراغه بما هو مفيد، فكانت لديه كثير من الهوايات، أصبح محترفاً من الطراز الأول لها لاحقاً، من بينها جمع الطوابع الكويتية، وجمع العملات، والرسم والخط، فضلاً عن إنشاء مكتبة أرشيفية ضخمة لكل شيء عن الكويت قديماً وحديثاً، ومكتبة خاصة تحتوي على آلاف الكتب في شتى مجالات العلوم والمعرفة.
مسيرته وأعماله
بدأ الأديب الراحل حمد السعيدان عمله في الإذاعة الكويتية عام 1959، ثم انتقل إلى وزارة الخارجية منذ بداية تأسيسها، حيث عمل في إدارة المحفوظات بالوزارة، ثم انتقل إلى سفارة الكويت في نيروبي بوظيفة ملحق دبلوماسي في ديسمبر 1966، واستمر في العمل هناك حتى شهر أغسطس 1970. بعد ذلك، التحق بسفارة دولة الكويت لدى المملكة المتحدة حيث أصبح مستشاراً وإعلامياً لمدة أربعة عشر عاماً، ثم انتقل إلى الكويت بناء على رغبته، وتم تعيينه أميناً لمكتبة وزارة الخارجية عام 1984. واستمر بالعمل فيها حتى قبيل الغزو الصدامي في شهر يوليو 1990، حينما اشتد عليه المرض ونقل للعلاج في لندن، حيث توفي، رحمه الله، يوم الثلاثاء الموافق فيه 27 أغسطس 1991، تاركاً ثروة ثقافية قيمة للمكتبة الكويتية تمثلت بما يلي:- الموسوعة الكويتية المختصرة، أول إنتاجه الأدبي. بدأ في كتابتها وتجميعها منذ عام 1963 وأتمّها في 7/2/1970. أما الجزء الثالث فتمّت طباعته في بيروت عام 1970، وأعيدت طباعته عام 1981، كذلك بعد وفاته من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.• العالم حقائق وأرقام، صدر عام 1971، ويقع في 575 صفحة.• دليل شوارع الكويت، يشتمل على خرائط تفصيلية لمدينة الكويت وضواحيها.• تاريخ العلم الكويتي، صدر عام 1985، ويحكي قصة مولد العلم منذ عام 1871 وصولاً إلى علم الاستقلال عام 1961.• كنت في شرق أفريقيا، طُبع عام 1988، وهو عبارة عن مجموعة من القصص والخطابات الواقعية والانطباعات الشخصية التي عايشها خلال عمله في سفارة الكويت في كينيا.• كتاب جمع فيه مقالاته، التي بدأ في نشرها منذ عام 1977 حتى أشهر مرضه عام 1990، بعنوان «النافذة الضبابية» في جريدة «السياسة».• مجموعة من المخطوطات النادرة وهي:
1 سفراء الكويت في ثلاثين عاماً من 1961-1991.2 تاريخ الطوابع الكويتية، وتشتمل على الصور والرسوم التوضيحية والمقدمات.3 بيان البيان في الاستشفاء بالقرآن، عبارة عن دليل المعالجين بالقرآن الكريم لكل مرض أو عاهة.4 تاريخ أعلام دول الخليج العربي.مرثية
رثاه الشاعر عدنان الشايجي في قصيدة يقول في مطلعها:يا أيها «الحمد» الباكي أحبتهُفي أي قافية يا شعرُ أرثيهِ مضى، ووجهُ شعاع الشمس من شغفٍ يضيءُ فيه وجرحُ الأرض يُدْميهِ كلمة أخيرة..تعيد ابنته سامية مشكورة طباعة كتبه القديمة، ومؤلفاته القيمة قيد الطبع.