أشرفت خلال العامين الماضيين على إدارة مهرجان الصيف الدولي بمكتبة الإسكندرية، ما الجديد هذا العام بعد النجاح العام الماضي؟

Ad

من المعروف أن المهرجان عاد في 2014 بعد توقفه منذ اشتعال ثورة 25 يناير، وهو يتميّز هذا العام بطموح يزداد دورة تلو الأخرى، إذ نظمنا أخيراً 50 حفلة خلال 40 يوماً، بزيادة 40 حفلة عن العام الماضي، بينما كنا بدأنا في الـ 2014 بـ 22 حفلة فقط خلال 40 يوماً، بالإضافة إلى التنوع الكبير في المهرجان والحضور الدولي للفنون المختلفة.

النجاح صعب ولكن الحفاظ عليه أصعب، ونجاح كل دورة يضعك في مسؤولية أكبر، فكيف ستواصل المشوار؟

تطوّر المهرجان ونجاحه هدفان رئيسان لمكتبة الإسكندرية، ولن نحيد عنهما ما دمنا نلتزم بالمعايير المحددة لطبيعة وتوجهات الفنون التي نستضيفها، ومركز الفنون مسؤول عن ذلك من خلال تشكيل لجان لمختلف أنواع الفنون سواء كانت موسيقى، مسرحاً، فنوناً تشكيلية وغيرها، لاختيار وتقييم الجيد بالمستوى والمحتوى الفني. وينحصر اختيار العروض المشاركة بكل ما هو مستقل ويحمل رؤية جديدة، وما يندرج تحت كلاسيكيات الموسيقى سواء كانت أوركسترا أو مطربين يمثلون كلاسيكيات الفن المصري المعاصر مثل هاني شاكر، أو قائد الأوركسترا سليم سحاب، أو مارسيل خليفة الذي افتتحنا المهرجان بحفلته.

أشاد الجميع بقدرتك على التنوع والمزج الكبير في اختيار الفنانين المشاركين في المهرجان. كيف نجحت في إرضاء معظم الأذواق؟

هذا هو هدف المهرجان، أن نرضي الأذواق كافة في حدود رسالة المكتبة، وأن نحاول قدر استطاعتنا استقطاب عدد كبير من الدول العربية والأوروبية لعرض فنونها من مسرح، سينما، موسيقى، وفنون تشكيلية، من ثم فتح آفاق أوسع من التنوع في العروض، خصوصاً أن محافظة الإسكندرية كانت دائماً زاوية لخروج فنون كثيرة قديماً وحديثاً.

العروض

ما أبرز العروض المقدمة حتى نهاية المهرجان الصيفي؟

أولاً، يجب أن أشيد بالحضور الجماهيري المبهر في معظم الحفلات والذي يزداد عاماً تلو الآخر. كان للموسيقى هذا العام نصيب الأسد في عروض المهرجان، فافتتحناه بحفلة الفنان اللبناني مارسيل خليفة، إلى جانب حفلات هاني شاكر، علي الحجار، واللبنانيتين ريما حشيش، وتانيا صالح، وسعاد ماسي من الجزائر، وفرق عدة مثل مسار إجباري، بساطة، والنفيخة. كذلك لا ننسى العرض الراقص «الكاتاكالي» الهندي الذي لقي حضوراً كبيراً من الجمهور تجاوز الـ500 شخص. أما بالنسبة إلى المسرح، فثمة ثلاثة عروض اثنان منها للأطفال، فيما الثالث سويدي عن السيدة أم كلثوم، ذلك بالإضافة إلى العروض المستمرة للأفلام المستقلة. ولأول مرة يستقبل المهرجان حفلتين لموسيقى الجاز.

متى يرفض المهرجان العروض المقدمة أو يستبعدها؟

نرفض كل ما هو دون المستوى الفني، أو أي عمل يحمل صبغة تجارية. على سبيل المثال، لا يستقبل المهرجان سوى الأفلام المستقلة التي تحتاج إلى دعم حقيقي من الدولة، لأننا أيضاً نستغل موارد الأخيرة لتقديم مهرجان يليق ثقافياً وفنياً بالجماهير، وطالما كان الهدف الرئيس للمهرجان التعريف بالفنون المختلفة داخل مصر وخارجها، إلى جانب تقديم الدعم لمن يستحقه سواء من فنانين أو سينمائيين، إذ لا يمكن لإدارة المهرجان أن تستقبل فناناً يدفع الضرائب مقابل ما يكتسبه من عمله كفنان، هنا سيفقد المهرجان الهدف ورؤيته الحقيقية في تقديم فنون تستحق الدعم.

صعوبات ومقارنة

ما الصعوبات التي واجهها المهرجان خلال هذه الدورة؟

كانت الصعوبات المادية هي الأبرز هذا العام مقارنة بالعامين الماضيين، وأعتقد أنها انعكاس طبيعي للأوضاع الاقتصادية الراهنة، علاوة على أن ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه المصري رفع أجور الفنانين بشكل ملحوظ، ونواجه هذا العام تحديداً للأسف أزمة انسحاب جميع الرعاة السابقين للمهرجان رغم النجاح الكبير له في العام الماضي، وهو في اعتقادي انعكاس لسوء الأوضاع الاقتصادية أيضاً. ومن المؤسف أن الجانب الثقافي هو الأكثر خسارة في أية أزمة اقتصادية، ولكني أتوقع أن يصمد المهرجان حتى نهايته، ويغطي التكاليف كافة، نظراً إلى نجاحه الجماهيري.

هل يمكن القول إن مهرجان الصيف بالإسكندرية أصبح يعادل مهرجان القلعة للأغنية الذي تستقبله القاهرة سنوياً؟

لا أحب المقارنة. ثمة فارق بين المهرجانين، وتنوع من الطرفين. على سبيل المثال، يستقبل مهرجان القلعة على مدار 25 عاماً فنانين لا يستقبلهم المهرجان الصيفي والعكس صحيح. وفي رأيي، لكل منهما جمهوره الخاص ولا وجه للمقارنة أصلاً.

ما أهم ملامح المهرجان للعام المقبل؟

خططنا لتوسيع نطاق المهرجان في العام المقبل، ولكن لا نية لاستقبال مزيد من الفنون، خصوصاً أننا كإدارة للمهرجان نلهث إلى تقديم العروض بشكل مشرف. لكنني أتمنى أن يزداد التنوع سواء في الدول المستضافة أو في أنواع الفنون المعروضة.

قائد أوركسترا

عن تأثير إدارته لمركز الفنون بمكتبة الإسكندرية في التأليف الموسيقي قال المايسترو هشام جبر، إن عمله كمدير للمركز للسنة الثالثة جعله يتأخر في تأليف موسيقاه، ولكنه يضع نصب عينيه، كما يقول، ضرورة أن يحقق خلال الفترة المقبلة التوازن المنشود بين عمله كمؤلف موسيقي وبين عمله في المركز. ويتابع: «أقدم قريباً عروضاً عدة كقائد رئيس في أوركسترا الموسيقى بدار الأوبرا».