حتى التموين شيلوه!
معظم النواب أحرزوا مقاعدهم البرلمانية بفضل أصوات ذوي الدخول المحدودة، وغالبية الدوائر الانتخابية تتشكل من المواطنين البسطاء الذين ينتظرون نهاية الشهر وعيونهم على المعاش، وهم من يفزعون يوم الانتخاب عندما يتودد المرشحون لكسب رضاهم وتأييدهم وصوتهم الانتخابي! وبعد ذلك قد لا يكتفي بعض النواب بتجاهل هموم المواطن، بل يستغل صلاحياته التشريعية لعصر هذا المواطن!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
لكن أن يقحم النواب أنوفهم في هذه المعادلة فـ"كوجا مرحبا"! فناهيك عن نصوص الدستور التي يقسم أعضاء المجلس في مستهل عملهم النيابي على احترامه والذود عنه، والتي تقضي بالدفاع عن مبادئ العدالة الاجتماعية ورعاية الدولة لأصحاب الدخل المحدود، فإن جميع النواب أو جلهم قد أحرزوا مقاعدهم البرلمانية بفضل أصوات ذوي الدخول المحدودة، وغالبية الدوائر الانتخابية تتشكل من المواطنين البسطاء الذين ينتظرون نهاية الشهر وعيونهم على المعاش، وهم من يفزعون يوم الانتخاب عندما يتودد المرشحون لكسب رضاهم وتأييدهم وصوتهم الانتخابي! وبعد ذلك قد لا يكتفي بعض النواب بتجاهل هموم المواطن وطموحه، بل يستغل صلاحياته التشريعية لعصر هذا المواطن ومحاربته في لقمة عيشه إرضاءً للحكومة وتوابعها!قد لا نحمل تفسيراً أو مبرراً لهذا المسلك السياسي يدور حول المنطق والإنصاف، ولكن بالتأكيد يعكس ذلك هروب بعض النواب من مواجهة صور الفساد والتنفيع رغم توافر الأدلة والمستندات بين أيديهم وما تحمل من شبهات، ويلجؤون بدلاً من ذلك إلى الحلقة الأضعف وهي المواطن، فيتفننون في مضايقته وكسر شوكته!من أهم مسؤوليات النائب، رغم الكثير من التزاماته الاجتماعية والشكلية، القراءة ومتابعة التقارير والدراسات والاسترشاد بأهل الاختصاص والاستهداء بتجارب الدول الناجحة، خصوصاً في مجالات التنمية والتطوير والإصلاح السياسي والاقتصادي، وتكوين ثقافة سياسية تؤهله لممارسة دوره التشريعي والرقابي وإبداء الرأي في الشأن العام، ولعل في مقدمة الدراسات والتوصيات التي تصدرها المؤسسات العالمية كالبنك الدولي وغيره، الشفافية ومحاربة الفساد الحكومي اللتين تأتيان في طليعة الاهتمامات ومتطلبات الإصلاح، وإن تضمنت هذه المتطلبات بعض صور التقشف على المواطنين، لكن يبدو أن الكثير من ممثلي الشعب لا يرتقون إلى مستوى الثقافة الأممية، ويبدو أن طريق الحكومة هو الأسهل والأدسم، فلمَ العناء؟!