تركيا تواصل الحشد داخل سورية... والكرد يعبرون الفرات

• قائد القوات التركية في جرابلس
• «الحر» يدخل العمارنة والجامل ويستعد للباب
• واشنطن تجهز للرقة
• المعلم ينسق لمواجهة «داعش» في بغداد
• حرب على جثة روسي في اللاذقية
• هدنة حلب تنتظر ضمانات

نشر في 26-08-2016
آخر تحديث 26-08-2016 | 00:05
No Image Caption
غداة هجوم خاطف شنه مقاتلو فصائل المعارضة السورية المدعومة من أنقرة بإسناد جوي وبري أميركي أتاح السيطرة على بلدة جرابلس الحدودية من أيدي تنظيم «داعش»، انضمت 10 دبابات إضافية إلى عدد مماثل داخل سورية، في إطار عملية «درع الفرات».
رغم انسحاب عدوها الكردي اللدود إلى شرق نهر الفرات، أرسلت تركيا، أمس، قائد القوات الخاصة مع 10 دبابات إضافية إلى الأراضي السورية لتنضم إلى 10 أخرى عبرت الحدود فجر أمس الأول في إطار عملية «درع الفرات» التي بدأتها بمشاركة فصائل الجيش الحر ودعم من التحالف الدولي بهدف إبعاد تنظيم «داعش» والوحدات الكردية عن المنطقة الحدودية مع سورية.

ومع وصول قائد القوات الخاصة إلى جرابلس واجتياز الدبابات وسيارات إسعاف الحدود قرب مدينة كركميش التركية الصغيرة، ودخولها الأراضي السورية، أعلن وزير الدفاع فكري إيشيك أن تركيا «لها كل الحق في التدخل» في حال لم تنسحب الوحدات الكردية سريعا إلى شرق نهر الفرات، بعيدا عن الحدود التركية- السورية.

وفي اليوم الثاني من عملية «درع الفرات»، التي تمكنت خلالها فصائل المعارضة بدعم الجيش التركي من طرد «داعش» من جرابلس، أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية إنهاء مهامها العسكرية في مدينة منبج وريفها، وسحب مقاتليها الى قواعدها خارج المنطقة.

انسحاب الأكراد

وأصدرت الوحدات الكردية بيانا أكدت فيه تسليمها مهمة العمليات إلى مجلس منبج العسكري، كما سلمت إدارتها المدنية إلى المجلس المدني في منبج، مبينة أنها سلمت أيضا جميع النقاط العسكرية في خط شمال الساجور للمجلس العسكري في جرابلس.

وجاء بيان الوحدات بعد أن أبلغ وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، بأن حزب «الاتحاد الديمقراطي» (PYD)، وجناحه المسلح وحدات حماية الشعب (YPG)، بدأت الانسحاب إلى منطقة شرقي نهر الفرات.

ولاحقا، أكد المتحدث باسم التحالف الدولي، على صفحته بموقع «تويتر»، أن قوات سورية الديمقراطية (قسد) ذات الغالبية الكردية تحركت شرقا عبر نهر الفرات، للاستعداد لعملية تحرير الرقة في نهاية المطاف، من قبضة «داعش».

مواجهات متقطعة

وفي وقت سابق، اندلعت مواجهات متقطعة بالأسلحة الخفيفة في ريف جرابلس بين «قسد» المتمركزة في منبج والجيش الحر، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أوضح أمس أن الأخير اتهم القوات المدعومة أميركيا بالتقدم نحو قرية العمارنة قبيل وصوله إليها، وردت الأولى بأن المعارضة هاجمت مناطقهم.

وانتهت المعارك بسيطرة «فيلق الشام» و»فرقة السلطان مراد» المنخرطين في عملية «درع الفرات»، على العمارنة، قبل أن تطرد «داعش» من قرية الجامل في ريف جرابلس أيضا.

وجهة وتقسيم

وإذ أكد أن وجهة قواته المقبلة ستكون مدينة الباب بعد جرابلس، نوه الجيش الحر إلى أن «تركيا لعبت دورا حاسما في دحر «داعش» من جرابلس»، شاكرا «الرئيس رجب طيب إردوغان والشعب التركي».

ولفت الى أن «أنقرة لا تقدم للسوريين دعما عسكريا وحسب، بل تقدم لهم منذ سنوات دعما إنسانيا قيّما»، مؤكدا «أننا سنواصل القتال ضد المنظمات الإرهابية في المنطقة مثل داعش، وقضيتنا هي جمع كل فئات ومكونات الشعب السوري تحت سقف وطن واحد».

واعتبرت جماعة الإخوان المسلمين السيطرة على جرابلس خطوة مهمة وتاريخية في إسقاط مشاريع التقسيم، مرحبة بالدعم التركي ومساره الجديد في استكمال تحرير سورية كاملة من أيادي العابثين فيها.

هدنة ومساعدات

وفي حلب، أعلن مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا، أمس، موافقة روسيا على هدنة إنسانية لمدة 48 ساعة للسماح بتوصيل المساعدات، لكن المنظمة الدولية تنتظر ضمانات أمنية من الأطراف الأخرى على الأرض، مؤكدا أن الشاحنات جاهزة، ويمكنها التحرك في أي وقت نتلقى فيه تلك الرسالة.

وقال رئيس مهمة العمل الإنسانية يان إيغلاند إن خطة إنقاذ الأمم المتحدة لحلب تشمل ثلاثة عناصر، منها تسليم مساعدات غذائية بشكل متزامن للمناطق التي يسيطر عليها المعارضون في الشرق والمناطق التي تسيطر عليها الحكومة في الغرب: فضلا عن إصلاح النظام الكهربائي في الجنوب الذي يغذي محطات ضخ مياه تخدم 1.8 مليون نسمة.

المعلم في بغداد

وفي تطور لافت، وصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى بغداد أمس، لبحث التعاون في حرب «داعش» التي يخوضها البلدان، خصوصا مع اقتراب معركة الموصل التي ستحسم وجوده بالعراق.

وقال المتحدث باسم «الخارجية» العراقية أحمد جمال إن زيارة المعلم جاءت تلبية لدعوة نظيره العراقي إبراهيم الجعفري، موضحا أنها تشمل لقاءات مع رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي.

مقتل روسي

في غضون ذلك، شهدت منطقة جبل الأكراد بريف اللاذقية اشتباكات دامية فجرها صراع على جثة ضابط روسي قتلته كتائب المعارضة يوم الاثنين الماضي خلال إشرافه على هجوم لقوات النظام على قرية كبانة، وللغاية نفسها شن الطيران الروسي 17 غارة أمس الأول على المنطقة، لقطع الطريق على المعارضة ومنعهم من الوصول إلى الجثة الموجودة في جبل الزويقات، وفق «شبكة إعلام اللاذقية».

وعلى حدود الأردن، أعلنت فصائل المعارضة أن «داعش» حاول شن هجوم بالقنابل والأسلحة وسيارة محملة بالمتفجرات على معسكر تابع لها في منطقة صحراوية، مؤكدة أنها أفشلت العملية، وتمكنت من قتل ما لا يقل عن 30 من المهاجمين، في حين سقط ثلاثة قتلى على الأقل في صفوفها.

برلين تدرس الانسحاب من إنجرليك

كشفت صحيفة «دير شبيغل» أمس أن الجيش الألماني يعد سيناريو لسحب طائراته للاستطلاع التي تشارك في التحالف المناهض لتنظيم «داعش» من تركيا، بسبب التوتر المتزايد، خصوصاً بسبب الاعتراف بإبادة الأرمن والتصعيد التركي بعد عملية الانقلاب الفاشلة. وقالت الصحيفة الألمانية، في نسختها الإلكترونية دون ذكر مصدر، «إن الجيش الألماني يستعد للانسحاب من تركيا ويتم حاليا درس إمكانية نشر طائرت التورنيدو وطائرات التموين في قبرص أو الأردن».

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع للصحيفة، «نود مواصلة مهمتنا في تركيا، في إطار التحالف ضد تنظيم داعش، لكن هناك خيارات في قاعدة انجرليك» دون تأكيد بدء التحضيرات تمهيداً للانسحاب.

نجاة قليجدار من هجوم «كردستاني»

نجا زعيم حزب «الشعب الجمهوري»، أكبر حزب معارض في تركيا كمال قليجدار أوغلو من هجوم تعرض له موكبه أمس في منطقة جبلية شمال شرق البلاد. وأفادت وكالة الأناضول بأن «عناصر إرهابية أطلقت النار على سيارة الدرك المكلفة حماية موكب قليجدار أوغلو، ما أسفر عن إصابة ثلاثة من أفراد الدرك».

ووفقاً للوكالة، فقد اتهم وزير الداخلية التركي افكان آلا منظمة حزب العمال الكردستاني بالوقوف وراء الهجوم على الموكب. وقال قليجدار أوغلو، الذي ينتمي حزبه إلى يسار الوسط، في تصريح بعد الهجوم، إنه بصحة جيدة وفي مكان آمن.

وبثت المحطة لقطات توضح الحراس والقوات وهم يردون بإطلاق النار في منطقة غابات بجبال محافظة أرتوين بالقرب من البحر الأسود.

إردوغان يدشن ثالث جسر على البوسفور

يدشن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم، ثالث جسر على البوسفور، وهو عمل يحطم الأرقام القياسية العالمية، ويضاف الى قائمة إنجازات كبيرة في مدينة اسطنبول العزيزة على قلبه.

يأتي تدشين أحد أطول الجسور المعلقة في العالم، بعد أقل من أسبوع على الاعتداء الذي أسفر عن سقوط 54 قتيلا في جنوب شرق تركيا، وبعد شهر ونصف الشهر من محاولة الانقلاب التي مازالت تداعياتها تهز البلاد. وقال مصممه المهندس الفرنسي ميشال فيرلوجو، (من أشهر أعماله فيادوك دو ميلو بجنوب فرنسا وجسر النورماندي غربا)، لوكالة فرانس برس: «إن هذا الجسر يضع تركيا في المصاف الأول عالميا، إنه البناء الأكثر عظمة في السنوات الأخيرة».

كيري أبلغ أوغلو بانسحاب «قسد»... ومجلس منبج يتولى مهامها المدنية والعسكرية
back to top