تركيا تحشد للبقاء في سورية والكرد يغيّرون وجهتهم
«الحُر» يستهدف الباب... والمعلم ينسق مع بغداد وحلب تنتظر ضمانات
في خطوة تمهد لوجود طويل ربطه نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أمس بالقضاء على تنظيم "داعش"، دفعت تركيا المزيد من الآليات العسكرية والدبابات وناقلات الجند وسيارات الإسعاف إلى داخل سورية مصحوبة بقائد القوات الخاصة، ووجهت تحذيراً شديد اللهجة إلى عدوها اللدود القوات الكردية لتنسحب من مواقعها وتغيّر وجهتها.وغداة هجوم خاطف أتاح لعناصر الجيش السوري الحر، بإسناد جوي وبري تركي وأميركي، السيطرة على بلدة جرابلس الحدودية من قبضة "داعش"، أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية، التي تشكل العمود الفقري لقوات سورية الديمقراطية (قسد) وتشملها "درع الفرات" أيضاً، انسحابها من مدينة منبج وريفها، مؤكدة سحب مقاتليها، تحت ضغط أميركي، إلى قواعدها على الضفة الشرقية من نهر الفرات، تلبية للرغبة التركية.وبعد تأكيد وزير الخارجية الأميركي جون كيري لنظيره التركي مولود جاويش أوغلو انسحاب الأكراد، أكد المتحدث باسم التحالف الدولي أن "قسد" بغالبيتها الكردية تحركت شرقاً عبر نهر الفرات، للاستعداد لعملية تحرير الرقة معقل "داعش"، في حين أعلن الجيش الحر أن وجهة قواته المقبلة بعد جرابلس ستكون مدينة الباب، التي انسحب إليها فلول التنظيم.
وفي وقت سابق، اندلعت مواجهات متقطعة بالأسلحة الخفيفة في ريف جرابلس بين القوات الكردية والجيش الحر، انتهت بسيطرة "فيلق الشام" و"فرقة السلطان مراد" المنخرطة في "درع الفرات" على قرية العمارنة، قبل أن تطرد "داعش" من قرية الجامل أيضاً. وفي تطور لافت، وصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى بغداد أمس، لبحث التعاون في حرب "داعش" التي يخوضها البلدان، خصوصاً مع اقتراب معركة الموصل التي ستحسم وجوده بالعراق.وقال المتحدث باسم "الخارجية" العراقية أحمد جمال إن زيارة المعلم جاءت تلبية لدعوة نظيره العراقي إبراهيم الجعفري، موضحاً أنها تشمل لقاءات مع رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي.وفي حلب، أعلن مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا، أمس، موافقة روسيا على هدنة إنسانية مدتها 48 ساعة للسماح بتوصيل المساعدات، لكن المنظمة الدولية تنتظر ضمانات أمنية من الأطراف الأخرى على الأرض، مؤكداً أن "الشاحنات جاهزة، ويمكنها التحرك في أي وقت نتلقى فيه تلك الرسالة".