خارج السرب: طبخة الرئاسة وأحجارها الثلاثة (2)
![فالح بن حجري](https://www.aljarida.com/uploads/authors/613_1685039147.jpg)
فالغانم نقطة قوته هي رئاسته الحالية وتربعه على قمة مجلس 2013 الممثل الوحيد لنظام الصوت الواحد بعد إبطال مجلس الراشد، ورئاسة الغانم جعلته ملائما لصيغة التعاون المريح مع الحكومة، كما مكنته من تقوية نفوذه مع الكتل النيابية، ولكن نقطة قوته هذه هي بالضبط نقطة ضعفه ومصدر قوة المنافس المحتمل له محمد الصقر، فهو بغيابه عن المرحلة السابقة تلافى سلبياتها ولم يثقل رصيده بشكل مباشر بنتائج ما صدر عنها من قرارات غير شعبية وتشريعات لم يكن لها صدى طيب عند جموع الناخبين، وهذه ميزة قد تكون حاسمة في المرحلة القادمة التي ستشكل تركيبة المجلس القادم. الكتل النيابية أيضا سيكون لها دور كبير في حسم المنصب، وهي ستكون متأثرة حتما بما ستسفر عنه انتخابات المجلس القادم، فبعضها ستتقلص أعدادها وبعضها ستتغير وجوهها مع الحفاظ على ثقلها، وبعضها كالإخوان سيدخل في المعادلة بعد إعلان مشاركته، كما أن المستقلين سيكون لهم دور كبير في حسم المنافسة، خصوصا نواب الدائرتين الرابعة والخامسة اللتين سيطولهما التغيير الأكبر كونهما أكثر من تأثر بمبدأ المقاطعة.الكتل النيابية بعضها سينأى بنفسه عن الدخول كمرجح بين كفتي المتنافسين كالسلف وربما الإخوان، وربما يزجون بمرشح مستقل لهم رغم ضعف حظوظه، وبعض الكتل ستلقي بثقلها وراء مرشح معين كالكتلة الشيعية وكتلة الليبرال، أما المستقلون وخصوصا نواب الرابعة والخامسة الجدد فستكون أصواتهم للسيد الصقر رغم اختلاف بعضهم معه فكريا، ولكن لكونهم لا يريدون أي ارتباط بأي شكل من الأشكال بالمرحلة السابقة. ما أرجحه وفقا للتحليل السابق أن الحكومة ستراقب من بعيد وستعطي أصواتها للحليف لا الصديق كما ذكرنا بالمقال السابق، وأغلب الظن أنها ستترك لأعضائها حرية التصويت نظرا لعلاقتها الجيدة مع طرفي المنافسة القادمة، وتكيفا مع الوضع الانتخابي الجديد.