الجميع مستاء من أداء مجلس الأمة، بمن فيهم من شارك في الانتخابات، والغريب أن البعض يعلل أن سبب ضعف المجلس هو قوة الحكومة وإدارتها له، وهو أمر لا علاقة له بتدهور العمل النيابي ولا ضعف أداء النواب، فحكومتنا ضعيفة ولا تملك قراراً ولا رؤية واضحة، بل تخضع للمتنفذين من التجار وغيرهم، كما أن سياستها وخطتها ليستا بالسبب الذي يجعل النواب يؤيدونها، فالجميع يعلم أن الحكومة لا تمتلك أي رؤية مستقبلية أو خطط واضحة المعالم.إذاً ما السبب الذي يجعل النواب يوافقون على كل ما تريد فعله الحكومة حتى إن كان ذلك مضراً بمصلحة ناخبيهم؟
أعتقد أن ضعف مجلس الأمة وعدم اكتراث أعضائه باستياء ناخبيهم يعودان لإدراكهم أن الناخبين يخضعون لعوامل عاطفية كالقبلية والطائفية والفئوية تؤثر مباشرةً في اختيارهم لمن يمثلهم في المجلس، وبالتالي لا يتابع الناخب أداء النائب المنوط به بقدر اهتمامه بالخدمات التي يقدمها هذا النائب له؛ كالعلاج بالخارج وغيره من الخدمات الخاصة بالأشخاص، وهو أمر جعل الحكومة تستغل ذلك مقابل إخضاع المجلس لكل رغباتها أو رغبات المتنفذين.يعني بالعربي المشرمح:قضية استياء الناخبين من أداء المجلس وضعفه وعدم تصديه للقوانين الحكومية التي تمس جيب المواطن وغيرها ليست لأن نوابهم ضعفاء ويخضعون للسلطة التنفيذية، ولا لأن الحكومة قوية وتملك المفاتيح التي من شأنها فعل ما تشاء، بل لأن الناخبين لم يحسنوا الاختيار، ولم يدركوا أن اختياراتهم هي السبب الرئيس في ضعف نوابهم، وأعتقد إن استمروا بالطريقة ذاتها التي يُنتخب بها النائب على أساس قبلي وطائفي وفئوي فلن يتحسن أداء من سيختارون وستبقى الحال كما هي، فالنائب مرآة للناخب.
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: النائب مرآة للناخب!!
27-08-2016