هل نجحنا في اختبار الإنسانية؟! (البدون نموذجاً)
![هيفاء بهبهاني](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1472226888405578700/1472226897000/1280x960.jpg)
اختبار صعب تخوضه الإنسانية اليوم، اختبار أعدته الإنسانية ذاتها، وستقيّمه جميع الأجيال القادمة في المستقبل، تلك الحادثة جعلتني أتساءل ملياً: لماذا لم يتمكن الإنسان الكويتي- المعروف بنشاطه في القضايا الإنسانية- من الاشتعال مواساةً مع أخيه الإنسان «غير محدد الجنسية»؟ لماذا اكتفى بالصمت، والتناسي، وقرر بدلاً من النهوض، أن يركن إلى تصريحات حكومية مماطلة في شأنهم منذ عقود؟ أسماء كثيرة منهم تزاحم ذاكرة الكويتيين في كل عام دراسي: سعد الفضلي، أحلام العنزي، عايشة الفضلي، العنود العنزي، وغيرهم من النابغين، لم يحصلوا حتى الآن على فرصة لخدمة الأرض التي نبت فيها عودهم! لم يتمكنوا من الحصول على أبسط حقوق الإنسان، ولم تتفاعل معهم النخب في مجتمعنا إلا على خجل، وقد كان المأمول منهم أن يكونوا أول المبادرين، يُذكرون على استحياء في الحملات الانتخابية، وقد كان المتوقع من مرشحين وناخبيهم أن يضعوا ملف البدون على رأس قضاياهم، ويغيبون بطبيعة الحال عن حديث أصحاب القرار إلا إذا انتفض الشارع لأجلهم، وهذا لا يحصل إلا نادراً. سؤال مستحق يطرحه كثير من المغردين في وسائل التواصل الاجتماعي مع تفاقم المشاكل الاقتصادية في الكويت: لماذا لا يتم تأهيل واستثمار الطاقات الموجودة على هذه الأرض من فئة غير محددي الجنسية للمساهمة في سد جزء لا بأس به من الشواغر بدلاً من الاستمرار في جلب جميع العاملين من الدول الأخرى؟ في الآونة الأخيرة أصبحنا نتابع في الصحافة المحلية كل يوم إجراءات حكومية جديدة هدفها تلافي العجز في ميزانية الدولة، وبلا شك الاستفادة من هذه الطاقات البشرية يعدّ استثماراً يسهم في تنويع مصادر الدخل، إن تعليم الطلبة من غير محددي الجنسية وتوظيفهم سيؤثر إيجاباً في دوائر العمل في الدولة ويدفعها نحو إنجاز أفضل، بل قد يخلق قطاعات جديدة تساهم في دفع عجلة الاقتصاد، إضافة إلى أن تحسين أوضاعهم المعيشية ينعمهم بحياة كريمة لطالما تمنتها الكويت للشعوب المستغيثة من حولها، فبادرت بمد يد المساعدة لهم على الدوام، فهل ستبخل بها على من يسكن أرضها؟ الإجابة ستحدد مصيرها في اختبار الإنسانية.