«غلاكسو سميث كلاين» تعيد استثمار 20% من أرباح أدويتها في الدول الفقيرة
في وقت مبكر من السنة المقبلة، إذا سار كل شيء كما هو مخطط له، فسيتنحى السير أندرو ويتي، بعد 9 سنوات من العمل رئيسا تنفيذيا لشركة غلاسكو سميث كلاين GlaxoSmithKline، وهي سادس أكبر شركة أدوية في العالم، وسيخلف وراءه شركة تتمتع بسجل لا يضاهى في تحقيق التوازن بين التقدم العلمي والتأثير الاجتماعي وحوافز الربحية.وراهنت هذه الشركة على ضعف قوانين الملكية الفكرية في الدول الفقيرة، وطرحت في أسواقها أدوية محمية ببراءة اختراع، مما مكنها من خفض أسعارها، وربما يقلص ذلك العوائد، ولكن الشركة تقول إنها لا تخسر أموالا في أي سوق تعمل فيه. وبمرور الوقت يلقى هذا الأسلوب ارتياحا في الأسواق العالمية. وأبلغ ويتني مجلة فورتشن أن "الشركة وجدت منذ 300 سنة، ونحن نفكر في كيفية تحقيق النجاح ليس في العام المقبل أو العامين التاليين بل في ما بعد 10 و15 و20 و30 بل و40 سنة". ويبدو الأجل القصير جيدا، فقد نمت عوائد "غلاسكو سميث كلاين" 4 في المئة خلال الربع الثاني من هذه السنة، مع تجاوز مبيعات المنتجات الجديدة لأول مرة عتبة الـ1.5 مليار دولار.
وفي مارس الماضي أعلنت الشركة أنها لن تتقدم بعد الآن بطلبات براءة اختراع في المناطق الأدنى دخلا بالعالم – وهو جزء مكمل لاستراتيجيتها في هذا الشأن. وعلى أي حال فإن الشركة ليست شريكا سلبيا في تلك المناطق، وهي تعيد استثمار 20 في المئة من أي أرباح تحققها في الدول الأقل تقدما على تدريب عمال الخدمات الصحية وبناء البنية التحتية الطبية. وعلى سبيل المثال –وعبر شراكة مع جمعية أنقذوا الأطفال غير الحكومية– قامت الشركة بتدريب السكان المحليين على إعطاء اللقاح بطريقة صحيحة، وبعمليات مسح لتحديد حالات مثل سوء التغذية. وأبرمت "في آي آي في" (ViiV) للرعاية الصحية، وهي وحدة لعلاج نقص المناعة، تملك الشركة أكثرية أسهمها، اتفاقا مهما مع حكومة بوتسوانا في يونيو الماضي لجعل عقار علاج نقص المناعة تيفيكاي متوافرا على شكل جزء من برنامج وطني لاختبار وعلاج أكبر عدد ممكن من الناس، كما عززت التزامها إزاء تطوير اللقاحات بما في ذلك أول لقاح في العالم للملاريا الذي يمكن أن يحد من مرض يقتل أكثر من نصف مليون شخص سنويا.ورفعت هذه الشركة أيضا منتجاتها إلى حلول طبية، وأوجدت مادة هلامية (جل) تدعى أمبيبرو لمحاربة عدوى الحبل السري، عبر مكون في أحد منتجاتها من غسول الفم. ولا يحتاج هذا المنتج إلى وضعه في ثلاجة، ويمكن أن ينقذ 85000 طفل كل سنة، بحسب الأمم المتحدة.