يبدو أن مجلس الاحتياطي الفدرالي يولي مزيداً من الاهتمام لتأثيرات سياساته في الأميركيين السود، وهذه خطوة تنطوي على قدر كبير من الحكمة لأن السود يجنون المزيد من المكاسب من ورائه، وبقدر يفوق الآخرين من جهود مجلس الاحتياطي الفدرالي الرامية إلى دعم النمو الاقتصادي الأميركي.

وقد لاحظت تفاصيل محضر اجتماع صنع السياسة لمجلس الاحتياطي الفدرالي في شهر يوليو الماضي أن المسؤولين ناقشوا معدلات البطالة إضافة إلى الإجراءات الأخرى المتعلقة باستخدام العمالة في مجموعات محددة ومعينة، بمن في ذلك الأميركيون السود، وهذا موضوع يستحق الانتباه والاهتمام، وذلك لأن معدلات البطالة في أوساط السود كانت أعلى بـ 1.9 مرة من المعدلات الإجمالية طوال أكثر من 40 سنة.

Ad

وتظهر الجداول التي نشرتها "بلومبرغ" لمكتب إحصاء العمل، تضاعف بطالة السود حسب تباين الصورة، وعلى سبيل المثال فإن معدلات البطالة في أوساط السود ليست دائماً 1.9 مرة فوق المعدلات الإجمالية، وعلى الرغم من ذلك فإن الجانب المهم هو أن النسبة بين الاثنين أكثر استمراراً من الفارق، وهذا يعني أنه رغم أن أسباب مضاعف معدلات البطالة في الأجل الطويل هي في الواقع خارج نطاق السياسة النقدية فإن خيارات مجلس الاحتياطي الفدرالي يمكن أن تحدث فوارق وتأثيرات كبيرة في الأميركيين السود، بقدر يفوق الاقتصاد بصورة عامة.

ولنتخيل أننا في خضم ركود حاد، وفي حالة تقرير كيفية الاستجابة النشيطة من خلال خفض معدلات الفائدة أو شراء أصول سيتعين على مسؤولي مجلس الاحتياطي الفدرالي احتساب الخطر المتمثل بارتفاع معدل التضخم في مقابل فوائد خفض معدلات البطالة. وستكون تلك الفائدة أكبر بالنسبة الى السود لأن الركود سيصيبهم بنسبة 1.9 مرة أشد من الشرائح الأخرى، وفي الوقت ذاته، على أي حال، فإن أي سياسة تسهم في خفض معدلات البطالة الإجمالية بنقطة واحدة مئوية هي أكثر فائدة بالنسبة الى السود؛ لأنها تخفض معدلات البطالة بينهم بنحو نقطتين مئويتين.

وفارق التأثير مهم الآن أيضاً في ضوء تفكير مجلس الاحتياطي الفدرالي في إنهاء التحفيز المالي، ومع عدم وجود أدوات لدى البنك المركزي الأميركي من أجل محاربة الهزات الاقتصادية المعاكسة فإن العديد من الناس يجادلون في أن على البنك المركزي رفع معدلات الفائدة بصورة بطيئة- هذا إذا قرر في الأساس رفعها- وذلك من أجل ضمان مرونة الاقتصاد الى أقصى حد ممكن. كما أن الحاجة الى الحيطة والحذر أكثر أهمية بالنسبة الى السود لأن الركود يلحق بهم درجة أعلى من الضرر.

ومن خلال إبقاء معدلات الفائدة متدنية يتمكن مجلس الاحتياطي الفدرالي من تعلم كيفية هبوط معدلات البطالة دون إحداث موجة تضخم ودون حاجة له، ومن شأن هذا أيضاً توفير فائدة أوسع بالنسبة إلى الأميركيين السود، ويشك مسؤولو مجلس الاحتياطي الفدرالي في الوقت الراهن في إطلاق آمن لمعدلات بطالة عند 4.8 في المئة، أي نحو 0.8 نقطة مئوية أقل مما كان يستهدف قبل ثلاث سنوات فقط، وإذا كان مجلس الاحتياطي الفدرالي على حق في هذه الخطوة فإن الخفض في معدلات البطالة في الأجل الطويل سيترجم إلى تحسن بنسبة 1.5 نقطة مئوية بالنسبة الى معدلات البطالة للسود في الأجل الطويل.

ويهدف مجلس الاحتياطي الفدرالي إلى متابعة سياسة تعتبر الأفضل بالنسبة الى الاقتصاد بصورة عامة، لكنني لا أظن أن ذلك سيمثل حقاً كل الأميركيين ما لم يفهم المجلس تأثير الفارق المختلف لخيارات سياساته على المجموعات الفرعية والرئيسة من منظور ديمغرافي.

Narayana Kocherlakota & ناريانا كوشر لاكوتا