طهران تنفي تسليح متمردي اليمن... و«القاعدة» يخسر أبين

البحرية الأميركية تطلق النار على زورق إيراني تحرش بـ 3 سفن إحداها كويتية بمياه الخليج

نشر في 27-08-2016
آخر تحديث 27-08-2016 | 00:01
دورية لميليشيا الحوثي في أحد شوارع صنعاء أمس الأول (إي بي إيه)
دورية لميليشيا الحوثي في أحد شوارع صنعاء أمس الأول (إي بي إيه)
سارعت إيران، أمس، إلى احتواء تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري التي طالبها فيها بالتوقف عن مد المتمردين في اليمن بالصواريخ، متهمة واشنطن والرياض بالسعي إلى إطالة أمد الصراع، في وقت شهدت مياه الخليج مناوشة جديدة بين البحريتين الأميركية والإيرانية.
غداة مطالبة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لإيران بالتوقف عن إمداد المتمردين في اليمن بالصواريخ والسلاح، نفى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، أن تكون بلاده أرسلت صواريخ إلى اليمن، واتهم الولايات المتحدة والسعودية بإطالة أمد الحرب في البلد.

وقال ظريف في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) إن "تصريحات كيري عارية تماما عن الصحة"، مضيفا "مع هذا النوع من التعليقات تصبح الإدارة الأميركية شريكا حتى في عمليات قتل أطفال وجرائم حرب ترتكب بحق الأبرياء في اليمن".

وتابع: "كيري يعلم أكثر من أي شخص آخر ربما أن الحكومة السعودية هي التي تعرقل بشكل خطير منذ أكثر من سنة ونصف السنة الجهود لإرساء وقف لإطلاق النار في اليمن".

وجاء النفي الإيراني بعد يوم من إقرار وزراء خارجية دول مجلس التعاون لمقاربة جديدة تتضمن حلا سلميا لإنهاء الصراع اليمني، عقب اجتماع جمعهم بالوزير الأميركي في جدة. وتتضمن الخطة الجديدة تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة الحوثيين وتسليم الميليشيات للأسلحة الثقيلة.

يذكر أن وكالة "إرنا" الرسمية نشرت على موقعها باللغة الفارسية قبل أيام تقريرا مصورا ذكرت فيه أن صاروخا أطلقته الميليشيات الحوثية من شمال اليمن وسقط جنوب السعودية صنع في إيران من طراز يطلق عليه "زلزال 3".

اشتباكات حدودية

في السياق، تصدت بطاريات "الباتريوت" التابعة للدفاع الجوي السعودي لصاروخ باليستي أطلق من الأراضي اليمنية في سماء مدينة جازان مساء أمس الأول.

كما شهدت الحدود السعودية ـ اليمنية تصدي القوات السعودية لمحاولات تسلل مجموعة من عناصر الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس اليمني السابق علي صالح قبالة محافظة الطوال.

من جهة ثانية، سيطرت قوات الحكومة اليمنية على مواقع استراتيجية شرقي صنعاء، وشملت تلك المناطق جبال القتب المداوير المطلة على مديرية نهم ومناطق أخرى، بينما تتواصل المعارك في تعز في وقت تقدم فيه المقاومة غربا وجنوبا.

وكانت مقاتلات التحالف العربي ساندت الجهد العسكري للجيش والمقاومة شرقي صنعاء واستهدفت عناصر من المتمردين كانت في طريقها إلى منطقة محلي بمديرية نهم، وقتلت وأصابت العديد منهم. كما شنت طائرات التحالف غارة جوية على تعزيزات وآليات عسكرية ومخزن للأسلحة في منطقة مسورة بالمديرية نفسها.

مناوشات بحرية

وفي مؤشر على تزايد حدة التوتر في مياه الخليج بين الولايات المتحدة وإيران خلال الأيام القليلة الماضية، أفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون)، بيتر كوك، أمس الأول، بأن الدورية الأميركية (يو.إس.إس سكوال) أطلقت أعيرة تحذيرية باتجاه زورق هجومي إيراني بعد اقترابه مسافة 193 مترا من سفينتين حربيتين في ثاني حادث خطير بمياه الخليج العربي هذا الأسبوع.

وذكرت شبكة "سي.إن.إن" أن السفينة أطلقت ثلاث طلقات تحذيرية بعد اقتراب الزورق الإيراني وتطويقه سفينتين حربيتين أميركيتين وسفينة كويتية في شمال الخليج، وامتناعه عن المغادرة عقب محادثة قصيرة باللاسلكي.

حادث آخر

وكانت الولايات المتحدة أعلنت في نفس يوم وقوع المناوشة عن حادث آخر شهد تحرش زوارق إيرانية بسفينة حربية أميركية قرب مضيق هرمز، الثلاثاء الماضي.

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إنه لم تتضح نوايا الزوارق الإيرانية، لكن سلوكها غير مقبول. وأضافت "نعتقد أن هذه الأفعال تثير القلق، وهي تصعيد للتوترات من دون داع".

وفي وقت سابق، دافع وزير الإيراني حسين دهقان، أمس الأول، عن تصرفات قوات بلاده وحذر من أنها ستواجه أي سفينة أميركية تدخل مياهها الإقليمية.

طرد «القاعدة»

إلى ذلك، تمكنت وحدات من الجيش اليمني والمقاومة، في وقت متأخر من مساء أمس الأول، من السيطرة على المحفد، آخر مديريات محافظة أبين وطرد عناصر تنظيم "القاعدة" منها.

ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصدر عسكري أن "وحدات من الجيش والمقاومة نشرت جنودها على مداخل المدينة ومخارجها، من دون مقاومة تذكر"، مشيرا إلى أن طيران التحالف العربي شن غارات مكثفة على مواقع "القاعدة" في المحفد، قبل دخول الجيش إليها.

وتعد المحفد آخر معاقل "القاعدة" في أبين، وأكثرها صعوبة، نظرا للطبيعة الجغرافية للمنطقة، ووجودها بين سلسلة جبلية طويلة، وتحصن معظم عناصر التنظيم المتطرف فيها خلال فترة سيطرتهم على المحافظة، ولقربها من مديرية عزان بمحافظة شبوة.

على صعيد آخر، أعلنت هيئة "الهلال الأحمر الإماراتي" التكفل بعلاج 1500 مصاب من جراء الحرب اليمنية في مستشفيات الإمارات والسودان والهند.

الدفاع السعودي يتصدى لـ «باليستي»... والحكومة اليمنية تستعيد مواقع شرقي صنعاء
back to top