دأبت التنظيمات الإرهابية المؤدلجة، مثل "داعش"، على اللعب على اهتمامات الشباب، بغية نشر أفكارهم وضمان تمريرها، وتسعى ايضا إلى نشر أفكارها عبر تلك الوسائل، حيث حذر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية، من استغلال "داعش" ما يسمى بـ"أولمبياد كرة القدم" في تجنيد مقاتلين جدد وكسب أتباع، رغم الفتاوى السابقة للتنظيم، التي سبق أن حرمت اللعبة الرياضية.

وربط مراقبون بين السلوك الداعشي والطريقة التي اعتادت بها جماعة "الإخوان المسلمون"، التي أدرجها القضاء المصري إرهابية، أواخر ديسمبر 2013، استقطاب عناصر جديدة للجماعة، إذ قال مراقبون إن "الإخوان" تعتبر أصل الجماعات الأصولية التي ظهرت منذ عشرينيات القرن الماضي.

Ad

وأضاف هؤلاء ان من وسائل جذب الجماعة العناصر الجديدة المعسكرات المغلقة وجولات الكشافة ودورات كرة القدم، الأمر الذي يعكس التداخل الفكري بين تلك الجماعات الأصولية.

وقال تقرير مرصد الإفتاء، الذي صدر الأربعاء الماضي، "داعش يسعى للاستفادة من الشعبية الجارفة التي تحظى بها كرة القدم بين أوساط الشباب لتجنيد عناصر جديدة، وتحسين صورته في المناطق التي مازال يسيطر عليها".

ولفت التقرير إلى أن منهجية التنظيم تعكس نظرته البراغماتية النفعية للفتاوى الدينية التي يصدرها، والتي تتغير وتتناقض بتغير مصالح التنظيم وأهدافه دون النظر إلى شرعية تلك الأهداف أو توافقها مع مبادئ وقيم الشريعة وصحيح الدين.

وعن طريقة "داعش" في تمرير مخططه، قال تقرير الإفتاء "التجنيد يبدأ من المساجد، حيث يقوم عملاء التنظيم باصطياد العناصر المحتملة ثم متابعتهم في الملاعب الرياضية، على أن يتم أخذهم بعد ذلك حيث تجرى مباريات لكرة القدم بغية جذبهم إليهم"، مضيفا: "التنظيم يبث وحشيته في عقول الأطفال أثناء ممارستهم كرة القدم، حيث يجعلهم يركلون الرؤوس المقطوعة كالكرات".

وأكد باحث الحركات الأصولية مصطفى أمين أن التنظيمات المؤدلجة لا تتورع عن ليّ النص الديني لتحقيق مصالحها، وإن كان التنظيم يعتبر الرياضة جزءاً من البناء البدني للعناصر التابعة له، وقال لـ"الجريدة" إن "جماعة الإخوان بنت الكثير من قواعدها على فكرة التواصل مع العناصر الشابة عبر معسكرات الكشافة والدورات الرياضية".

ولفت أمين إلى أن "داعش" تخطى مرحلة التنظيمات المسلحة أو مرحلة العمل السري إلى مرحلة بناء دولته المزعومة، مؤكدا أن التنظيم يسعى إلى إعلان طريقة إدارته للدولة من حين إلى آخر، ويحاول تنفيذ برامج حياتية تحاكي ما هو موجود في دول العالم مثل الأولمبياد.