على وقع فشل محادثات جنيف، بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، ودخول عملية «درع الفرات» يومها الرابع، اندلعت أمس، مواجهات للمرة الأولى بين الجيش السوري الحر مدعوماً برتل من الدبابات التركية وقوات مجلس جرابلس العسكري الموالي للإدارة الذاتية الكردية في محيط قرية العمارنة الواقعة جنوب مدينة جرابلس الحدودية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان ومتحدث إعلامي باسم الإدارة الذاتية الكردية.ووسط إجراءات أمنية مشددة، استقدم الجيش التركي تعزيزات عسكرية جديدة إلى مدينة جرابلس السورية بينها 6 دبابات إضافية وعشرات الآليات، في إطار الاستعداد لمرحلة جديدة من «درع الفرات»، مهد لها سلاح الجو بضربات جوية استهدفت ودمرت مستودعاً للذخيرة جنوبي المدينة تابع لمجلس جرابلس، حليف قوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة من واشنطن.
وفي حين أكدت مصادر أمنية تركية أن طائرتين حربيتين تركيتين من طراز «إف - 16» ضربتا ستة أهداف تابعة لتنظيم «داعش» وموقعاً لوحدات حماية الشعب الكردية المدعومة أميركياً، أكد المجلس العسكري الكردي وقوع ضحايا مدنيين، واصفاً الهجوم بأنه «تصعيد خطير يهدد مصير المنطقة».ومع استمرارها في إزالة ألغام زرعها تنظيم «داعش»، قبل أن يطرد من جرابلس، أعلنت الكتائب المشاركة في «درع الفرات» سيطرتها على قريتي حمير العجاج وتل شعير، غرب المدينة الحدودية.وبعد محادثات ماراثونية استمرت أكثر من 12 ساعة في جنيف، فشل وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في التوصل لاتفاق على التعاون العسكري ووقف العمليات القتالية في سورية، وأكدا أن أمامهما قضايا قليلة «محدودة» يتعين حلها قبل إمكان الإعلان عن التوصل لاتفاق. وبينما قال كيري، في مؤتمر صحافي: «تمكنا من توضيح المسار المؤدي» إلى وقف القتال، أكد لافروف أنه «تم إحراز تقدم مهم جداً».
وفي دمشق، استعاد الجيش النظامي، أمس، السيطرة على مدينة داريا بالكامل بعد حصارها لأربعة أعوام، إثر إخراج آخر المقاتلين والمدنيين منها.وأكد مصدر عسكري سوري أنه بعد خروج آخر الحافلات التي أقلت المدنيين والمقاتلين من المدينة «باتت مدينة داريا بكاملها تحت سيطرة الجيش، ولم يعد هناك وجود لأي مسلح فيها»، مضيفاً: «دخل الجيش داريا كلها».