داريا ومخيم الزعتري والتاريخ يعيد نفسه!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
لقد تم اقتلاع أهل داريا من مدينتهم ومن بيوتهم بعد صمود بطولي تواصل نحو أربعة أعوام، وبعد حصار موجع شارك فيه، إلى جانب مغاوير "الجيش العربي السوري"، حراس الثورة الإيرانية، وفيلق قاسم سليماني، و"مجاهدو" حزب نصرالله، ومرتزقة الشراذم المذهبية التي تم استيرادهم من إيران والعراق ودولٍ أخرى بعيدة كثيرة ليوم كهذا الذي تم فيه "تطهير" هذه المدينة الباسلة... من "السّنة"... نعم من السّنة ليحل مكانهم وفي بيوتهم وأسرِّة أطفالهم هؤلاء الغزاة الطائفيون المرتزقة. خلال الحرب العالمية الثانية حاصرت الجيوش الغربية، جيوش ألمانيا النازية، ورومانيا، وإيطاليا الفاشية، والمجر وكرواتيا، ستالين غراد التي عادت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي إلى اسمها القديم سانت بطرسبيرغ نحو 872 يوماً، وبالطبع فإن الخسائر في الجانبين كانت كبيرة جداً قبل انتصار الجيش الأحمر على الغزاة المهاجمين، لكن بالمقارنة فإننا نجد أن أهل داريا، الذين قاتلوا بأجسادهم وأجساد أطفالهم، صمدوا أربعة أعوام قاسية في وجه قوات نظام بشار الأسد، ومعها حراس الثورة الإيرانية، وقاصفات روسيا الاتحادية، وميليشيات حزب الله، وعشرات الفصائل والتنظيمات الطائفية. إنها واحدة من أبشع جرائم التاريخ، ولعل أبشع ما فيها أنَّ ما جرى في داريا، وما جرى لأهلها هو "تطهير" طائفي وتفريغ مذهبي لإحلال مرتزقة هذه الشراذم الطائفية محل أهل هذه الأرض العربية، الذين انغرست جذورهم فيها منذ فجر التاريخ، ومنذ الغساسنة ومنذ معركة اليرموك التي قادها بطل هذه الأمة العظيمة خالد بن الوليد.. وكل هذا والواضح أن عملية التفريغ "الديموغرافي" هذه خطوة متقدمة لإنشاء الدولة التي يجري إنشاؤها في "سورية المفيدة"، التي تحدث عنها بشار الأسد!