تصريحات «فقر الوزراء» تثير الاستياء والتهكم
بدر قلل من قيمة راتب الـ 30 ألفاً... وبرلمانيون يرفضون الاستفزاز
سادت الأوساط السياسية والبرلمانية في مصر حالة من الاستياء، خلال الأيام الماضية، في إثر تصريحات أطلقها وزير التنمية المحلية أحمد زكي بدر، اعتبر فيها أن رواتب الوزراء التي تبلغ 30 ألف جنيه شهريا تضعهم في مصاف الفقراء، مما أدى أيضاً إلى ردود فعل تراوحت بين الاستياء والتهكم عكستها مواقع "السوشيال ميديا".وصُدم المصريون بعد تصريحات تلفزيونية الخميس الماضي، قال فيها وزير التنمية المحلية، نجل وزير الداخلية الأسبق زكي بدر، إنه "مقارنة بالأرقام والرواتب الحالية والأسعار الحالية فالوزير يعتبر فقيراً، ولا توجد له بدلات"، مُعرباً عن استيائه من تعرض الوزراء المستمر للانتقادات.وكيل لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب ممدوح الحسيني، وصف تصريحات بدر بأنها مستفزة وتثير غضب المواطنين البسطاء، مُعتبراً في تصريحات لـ"الجريدة" أمس، أن الوزير جانبه الصواب في إطلاق مثل هذه التصريحات.
في المقابل، انتقد التصريحات المستشار السياسي لحزب "التجمع" اليساري رفعت السعيد، قائلا لـ"الجريدة" إن "ادعاءات الوزير بتقاضيه 30 ألف جنيه راتباً شهرياً غير حقيقية، فالوزير يحصل في اجتماع يعقده على بدلات تضاعف قيمة ما يحصل عليه".وشدَّد القيادي بحزب "الكرامة" الناصري عبدالعزيز الحسيني على ضرورة أن يتفرغ الوزراء للعمل على تخطي الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، بدلاً من إطلاق التصريحات المستفزة، مضيفاً لـ"الجريدة": "إذا كان الوزير يرى راتبه ضعيفاً، فهذا ناتج عن سياسات حكومته الخاطئة التي أدت إلى انهيار قيمة الجنيه المصري أمام الدولار".في الفضاء الإلكتروني، تناثرت التعليقات المتهكمة على تصريحات بدر في موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، حيث قال أحدهم: "لما يكون اللي بيقبض 30 ألف فقير، أمال اللي بيقبض ألف جنيه وأقل، يبقى أيه يا سيادة الوزير"، وقال آخر: "20 سنة في الخدمة وراتبي 1250 جنيها، أين العدل والمساواة"، وعلق آخر ساخراً: "يا جماعة عاوزين نلم للوزراء الغلابة قرشين يمشوا بيهم حالهم لحد أول الشهر".وتعيد تصريحات وزير التنمية المحلية إلى الأذهان تصريحات بعض الوزراء في حكومة شريف إسماعيل، التي استفزت المصريين في الآونة الأخيرة، وأبرزها تصريح وزير الكهرباء محمد شاكر، حينما قال إن فاتورة الكهرباء تساوي ثمن "كوب شاي"، وتصريح وزيرة التضامن الاجتماعي غادة والي، بأن "الجنة مكان هيكون فيه مزيكا وباليه"، كما أثار وزير القوى العاملة محمد سعفان، جدلاً بعد تصريحه بأن الشباب يرفضون وظائف متوفرة تبلغ رواتبها ستة آلاف جنيه شهرياً.