تواصل قوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا هجومها الأحد على تنظيم داعش في محاولة لطرده من معقليه المتبقيين في سرت، وقد حققت تقدماً ضمن «المرحلة الأخيرة» من عملية استعادة المدينة المتوسطية.

Ad

فقد تمكنت القوات الحكومية من السيطرة على أجزاء من الحيين الرقم 1 شمالاً والرقم 3 شرقاً معتمدة على المدفعية الثقيلة في مواجهة قناصة تنظيم داعش والسيارات المفخخة التي يقودها انتحاريون.

وقُتِلَ في الهجوم 34 عنصراً من هذه القوات وأُصيب نحو 150 بجروح، فيما لم تعرف أعداد القتلى في صفوف مقاتلي التنظيم المتطرف الذي سيطر على المدينة الساحلية في يونيو 2015.

وقال رضا عيسى المتحدث باسم عملية «البنيان المرصوص» لوكالة فرانس برس أن «المرحلة الأخيرة من معركة سرت بدأت» صباح الأحد، مشيراً إلى أن «نحو ألف مقاتل» من القوات الحكومية يشاركون في الهجوم.

أضاف «توغلت قواتنا في المعقلين الأخيرين لداعش في سرت، في الحي رقم 1 والحي رقم 3».

ومساء، أعلن القائد الميداني في القوات الحكومية هشام عبد العاطي أن هذه القوات تمكنت من السيطرة على أجزاء كبيرة من الحيين، بحسب ما نقل عنه المركز الإعلامي للعملية العسكرية الهادفة إلى استعادة سرت.

وقال «تمكنا اليوم بفضل الله من السيطرة على ثلثي الحي رقم 1 (شمال)»، مضيفاً «أما بالنسبة إلى الحي رقم 3 (شرق)، فان جزءاً كبيراً منه أصبح تحت سيطرة رجال البنيان المرصوص» وهو اسم العملية العسكرية في سرت التي بدأت في منتصف مايو.

وتابع عبدالعاطي أن عناصر تنظيم داعش «في تقهقر ولا يملكون إلا السيارات المفخخة».

وشاهد مصور وكالة فرانس برس مجموعة من الدبابات والمدافع الثقيلة تطلق بكثافة قذائفها باتجاه مواقع لتنظيم داعش داخل الحي الرقم واحد، فيما غطى سماء المدينة خلال النهار دخان كثيف نتيجة الاشتباكات التي ألحقت أضراراً بالغة بالمنازل.

كما شاهد المصور جثتين تعودان إلى مقاتلين جهاديين على الأرض في منطقة اشتباك فيما كان المقاتلون الحكوميون يجلون قتلاهم وجرحاهم من قلب المعارك التي تحولت حرب شوارع ضارية.

وتراجعت وتيرة المعارك مع حلول المساء لتتحول إلى اشتباكات متقطعة، وفقاً للمصور.

وعدد المستشفى الميداني في سرت التابع للقوات الحكومية على صفحته على موقع فيسبوك أسماء 34 عنصراً من هذه القوات قتلوا في معارك الأحد، بينما أعلن المستشفى المركزي في مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، مركز القوات الحكومية، أنه عالج 150 مقاتلاً حكومياً.

منذ صباح الخميس، ساد هدوء حذر جبهات القتال في سرت بينما كانت القوات الحكومية تحشد قواتها عند مداخل الحيين الرقم 1 والرقم 3.

وشاهد مراسل فرانس برس السبت مجموعة من الدبابات تتقدم بين الأبنية السكنية باتجاه مداخل الحي الرقم 1 قبل أن تتمركز في مواقع خصصت لها ويقوم مقاتلون بتجهيزها بالقذائف قرب مجموعة من السيارات الرباعية الدفع التي نصبت عليها أسلحة رشاشة.

على أسطح المنازل المطلة على هذا الحي حيث طليت الجدران برايات تنظيم داعش، انتشر قناصة من القوات الحكومية يراقبون تحركات الجهاديين وقد جلس بعضهم خلف قطع من القماش الملون وحملوا مناظير.

وقال المقاتل أسامة محمد مصباح لفرانس برس «نحن الآن ننظف أسلحتنا ونجهزها لمرحلة الحسم بعون الله»، مضيفاً «إن شاءالله ربي يمكننا منهم».

يخشى المقاتلون الحكوميون نيران قناصة تنظيم داعش والسيارات المفخخة والألغام التي خبأها عناصره بين الأشجار وخلف أبواب المنازل والتي تسببت بمقتل العدد الأكبر من المقاتلين الذين سقط منهم أكثر من 370 وأُصيب أكثر من ألفين بجروح منذ بدء عملية «البنيان المرصوص».

وقال المقاتل علي فرج بن سعيد «أسلحة داعش هي المفخخات، هم يعتمدون على الألغام والأحزمة الناسفة، نتوقع أن يرتدي أغلبية عناصر تنظيم داعش أحزمة ناسفة ويقوموا بتفجير أنفسهم».

والأحد، أعلن المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص» على صفحته على فيسبوك أن تنظيم داعش شن ستة هجمات انتحارية خمسة منها بسيارات مفخخة وواحد عبر انتحاري يرتدي حزاماً ناسفاً.

من جهته، ذكر القائد الميداني هشام عبد العاطي أن القوات الحكومية «تعاملت بجرأة» مع ثلاث من هذه السيارات بينما كان للسيارتين الأخريين «تأثيرات نسبية»، من دون أن يقدم توضيحات إضافية.

ويلقى مقاتلو الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي مساندة من الطائرات الأميركية التي شنت منذ الأول من أغسطس بطلب من هذه الحكومة عشرات الغارات مستهدفة مواقع للجهاديين في سرت.

وقال المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص» أن هجوم الأحد جاء «بعد ليلة من الغارات الجوية لطيران الدعم الدولي»، في إشارة إلى الضربات الجوية الأميركية.

ويأمل المقاتلون الحكوميون بأن يكون هذا الهجوم الأخير في حملة استعادة سرت.