بلد على حافة الإفلاس!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
الغريب أن الحكومة تعلن هذه البيانات وبعض أعضاء مجلس الأمة يؤكدون صحتها، بل يحذرون منها، ومع ذلك لم نرَ أو نسمع عن أي خطط أو برامج أو إعلان مبني على حقائق وأرقام لعلاج هذا الوضع الخطير، وأقصى ما أسفر عنه المخاض الحكومي- النيابي هو رفع الدعم عن الوقود وزيادة أسعار الكهرباء والماء وإلغاء التموين وفرض بعض الرسوم الأخرى، وهذه الإجراءات لا تساوي جناح بعوضة في مداواة مرض الميزانية المزمن، فالأرقام المالية التي قد ترهق كاهل المواطن العادي لن تقدم أو تؤخر في مؤشرات الموازنة العامة، إذ لا يتعدى تأثيرها من 5 إلى 10% في أفضل الأحوال، الأمر الذي يبقي حافة الإفلاس وجميع تبعات ذلك على حالها.هذا الإعلان الرسمي للوضع الصعب، وهذا الموقف السلبي من طرح بدائل جريئة ومدروسة وواعدة لا يعكسان الإفلاس المالي للدولة فقط، وإنما الإفلاس السياسي والإفلاس الفكري والإفلاس في تحمل روح المسؤولية عند متخذي القرار سواءً في السلطة التنفيذية أو السلطة التشريعية.أشقاؤنا في دول الخليج، رغم أنهم سيعانون المشاكل المالية نفسها، ورغم غياب المؤسسات الرقابية والسلطات الشعبية بصلاحياتها الواسعة المتوافرة لدينا، تحملت فيها الحكومات المسؤولية أمام شعوبها وطرحت برامج مبنية على أرقام وجداول زمنية لمواجهة التحديات الاقتصادية القادمة، وبغض النظر عن احتمالات هذه القرارات ونتائجها ومستوى تقييمها، لكن جماعتنا ما زالوا في سبات عميق على مخدات كبيرة وناعمة تساعد على النوم الطويل، لذا نأمل أن يتحول نومهم إلى كابوس مخيف لعلهم يفزعون منه ليتعوذوا من الشيطان وبدأوا بالتفكير الجاد، أو يكملوا نومهم لعل من هم أحرص على البلد وهموم شعبه ومستقبل أبنائه يتصدون لذلك!