سعر النفط لن يعود إلى مستوى 100 دولار ولا إلى ما هو قريب منه
دفع الارتفاع الأخير في أسعار النفط، المستثمرين إلى التفاؤل بشأن احتمالات استمرار تقدم الخام.وفي أفضل الأحوال، النفط لن يعود مجددا إلى مستوى 100 دولار ولا إلى ما هو قريب منه، ما لم يحدث أمر جذري لخفض المعروض، وفق تقرير لموقع "أويل برايس".
أنباء سلبية
والوصول إلى سوق مستقر ومتصاعد لن يقوم على الشائعات أو حتى التأكيد بأن إيران سوف تحضر - أو حتى لن تفعل - اجتماع "أوبك" في الجزائر خلال الشهر المقبل.والسعودية مازالت تضخ النفط بكميات قياسية، إضافة إلى زيادة إنتاجها أخيرا والإصرار على الحفاظ على حصتها السوقية، في ظل سعي الصين لتصدير منتجات النفط هي الأخرى.كما أن الحكومة الصينية ستتسبب في تراجع الطلب على النفط وتقلب الأسعار، حيث إنها تحد من الإنتاج في مئات المنشآت قبل قمة العشرين الشهر القادم في هانغتشو.وهناك عوامل أخرى تؤثر في ارتفاع النفط المحتمل، وهي زيادة الإنتاج من العراق وليبيا وكندا، إضافة إلى وقف إطلاق النار بين الحكومة والمتمردين في نيجيريا، علاوة على عدم نمو الاقتصاد العالمي بخطوات ثابتة.ومع قرب الخام من 50 دولارا، عادت منصات النفط الصخري للعمل، وإن كانت على استعداد للحفر عند مستويات أسعار أقل مما كانت عليه قبل عام أو اثنين، فسيؤدي ذلك إلى ضغوط هبوطية جديدة.
جوانب مشرقة
إضافة إلى كل تلك الأخبار السلبية، هناك جانب مشرق، حيث من الملحوظ أن مشتري الديون المتعثرة يزيدون من إنفاقهم على شراء الأصول النفطية، وهو نبأ جيد لتوقعات المستثمرين على المدى الطويل.كما أن انتهاء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة وغيرها من الانتخابات الفدرالية، سيساعد ذلك أيضا في تحقيق بعض الاستقرار للأسواق "الهشة".والأمر يزداد صعوبة، حيث هناك جدل في تفسير حالة سوق النفط الراهنة، إذ تعتقد "ميريل لينش" أن النفط سيرتفع بشكل كبير خلال الـ12 شهراً المقبلة، لكن "غولدمان ساكس" يرى عكس ذلك تماما.لكن ماذا يمكن للمستثمرين استنباطه من الأخبار المتناقضة؟ هناك أفكار قليلة يمكن الأخذ بها عند تحديد موعد شراء أي أصول نفطية.فرصة للعودة
بالنظر إلى العناوين الصحافية القديمة وفي الشركات، حيث كان هناك فرص لشراء الديون، ورغم الهبوط الكبير لأسواق النفط، فإنها في طريقها للعودة في نهاية المطاف مرة أخرى.فالنمو السكاني يتواصل في مناطق مثل الهند وإفريقيا بالتزامن مع النمو الاقتصادي لديها، وبذلك سيستمر الطلب على النفط والغاز على المدى الطويل، فالطاقة والنمو لهما آثار مباشرة على تقدم البلاد.أمام النفط فرصة للنمو لا تصدق استنادا لحقيقة أن شركات إدارة الاستثمارات قد جمعت أكثر من 100 مليار دولار لشراء أصول الطاقة، حيث لم تعد تسمح البنوك بتوسع شركات الطاقة في الائتمان أو القروض.وهناك سبب وراء النجاح في جمع الـ100 مليار دولار، والآن هو وقت العثور على الشركات التي لديها أصول طاقة من تلك التي لا يعتبرها أحد ذات أهمية استثمارية.والمستثمر الحكيم لن يلتفت إلى ما إذا كانت إيران ستحضر اجتماع "أوبك" أم لا، وفي المقابل سيبحث عن الحقول المطورة وغير المطورة، في ظل الاحتمالات المدهشة للنتائج في المستقبل مع انخفاض الأسعار حاليا.