قامت ليبيا بشحن كامل مخزونها المتبقي من الاسلحة الكيميائية الى خارج اراضيها لتضمن بذلك عدم امكانية سقوطه بايدي جماعات متطرفة ناشطة في هذا البلد الغارق في الفوضى والعنف.

Ad

وغادرت سفينة دنماركية تحت اشراف الامم المتحدة السبت ميناء مدينة مصراتة الواقعة على بعد مئتي كيلومتر الى شرق طرابلس ناقلة مخزون الاسلحة الكيميائية الى المانيا، على ما اعلن مسؤولون الثلاثاء.

ويأتي ذلك في اطار عملية بدأتها حكومة الوفاق الوطني بمؤازرة المجتمع الدولي.

وكانت الحكومة طلبت المساعدة الدولية للتخلص من الخطر الذي يشكله وجود مثل هذه الاسلحة الموروثة من نظام معمر القذافي.

وتخشى حكومة الوفاق الوطني ان تسقط هذه الاسلحة بايدي تنظيم داعش الناشط في هذا البلد منذ 2015.

واكد نائب رئيس حكومة الوفاق الوطني في طرابلس موسى الكوني لوكالة فرانس برس "تم نقل كامل مخزون ليبيا من المواد الكيميائية الخاصة بتصنيع الاسلحة الى الخارج".

من جهته، اوضح مسؤول امني رفيع المستوى في مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) ان "الاسلحة الكيميائية الليبية التي ورثت عن النظام السابق شحنت بالكامل الى المانيا يوم السبت على متن سفينة دنماركية من ميناء مصراتة في عملية امنية خاصة تحت اشراف الامم المتحدة".

واشار المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته الى انه "تم شحن 23 خزانا من المواد الكيميائية" التي كان قد جرى تخزينها في منطقة الجفرة على بعد نحو 200 كلم جنوب مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) حيث تخوض القوات الحكومية معارك مع تنظيم الدولة الاسلامية.

وتابع المسؤول الامني "تخلصت ليبيا من ترسانتها الكيميائية واصبحت بلدا خاليا من الاسلحة الكيميائية. نحن كليبيين لم نكن نريد هذه الاسلحة خاصة في ظل الاوضاع الامنية الحالية ووجود داعش في المنطقة".

من جهته اوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع الالمانية "ان الامر يتعلق بنحو 500 طن من المواد الكيميائية السامة التي سيتم تدميرها في مونستر بالمانيا" من قبل شركة سبق واتلفت مخزونات النظام السوري.

واضاف ان هذه المواد الكيميائية التي "يمكن استخدامها لانتاج غازات سامة (...) ستصل الى المانيا في الاسابيع المقبلة".

وقد عرضت الحكومة الدنماركية منتصف اغسطس خدماتها لنقل هذه الترسانة بالتنسيق مع منظمة الامم المتحدة لحظر الاسلحة الكيميائية بغية اتلافها في بلد اخر تخوفا من ان تسقط بايدي متطرفين.

لكن متحدثا باسم وزارة الخارجية الدنماركية قال ان الحكومة "لا يمكنها (في الوقت الحاضر) تأكيد او نفي" المعلومات الليبية.

وكان مجلس الامن الدولي اعتمد في 22 يوليو قرارا لمساعدة حكومة الوفاق الوطني في ليبيا على التخلص من هذا الخطر الكيميائي.

وقد انضمت ليبيا الى منظمة حظر الاسلحة الكيميائية في العام 2004 عندما وعد الزعيم الليبي الراحل العقيد معمر القذافي بهدف التقرب من الغرب، بتدمير مخزوناته من غاز الخردل السلاح الذي استخدم خصوصا ابان الحرب العالمية الاولى.

وتقول منظمة حظر الاسلحة الكيميائية انه تم التخلص من 55 بالمئة من مخزونات ليبيا من غاز الخردل، كما تم التخلص ايضا من الذخائر التي يمكن حشوها.

وتحدد المنظمة ضمن الاسلحة الكيميائية المواد السامة التي يمكن استخدامها في هذه الاسلحة.

وقال الكوني ايضا "انه خبر جيد لليبيا، وللسلام في ليبيا، ونحن نشكر الدول التي تعاونت والامم المتحدة".

وتكون حكومة الوفاق الوطني قد حققت بذلك انجازا، فيما تلقى صعوبة في بسط سلطتها على كامل اراضي البلاد منذ تشكيلها في الربيع.

ولم ينجح رئيس الوزراء فايز السراج حتى الان في الحصول على منح الثقة لحكومته في البرلمان، الذي يدعم حكومة موازية في شرق البلاد.

واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء انه دعا السراج لزيارة باريس "في الايام المقبلة"، معبرا عن دعم المجتمع الدولي له.

وحتى ذلك الحين قد يعزز رئيس الوزراء الليبي موقعه مع انتصار القوات الموالية للحكومة في سرت على تنظيم داعش.

وقال رضا عيسى المتحدث باسم عملية "البنيان المرصوص" لوكالة فرانس برس الثلاثاء "قواتنا تعيد تمركزها اليوم في الحي رقم 1 (شمال) وتقوم بتمشيط شوارعه وذلك استعدادا للهجوم على مناطق سيطرة تنظيم داعش المتبقية في الحي رقم 3" في شرق المدينة الساحلية، مضيفا ان "الاستعدادات لتحرير كامل المدينة متواصلة اليوم ونتوقع ان يتحقق الحسم في وقت قريب جدا".