منظور آخر: «مثل النسيم»
![أروى الوقيان](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1502968882088610300/1502968890000/1280x960.jpg)
تلعن مرة أخرى الشارع، وجميع مدربي التنمية البشرية، وهذا السائق الأحمق نفسه الذي كاد أن يصدمك عند الإشارة الصفراء هو نفسه من كاد للتو أن يصدمك قبل قليل.سرقوا منك النسيم والابتسامة وأعذب غرام! ومع ذلك تحاول أن تتشبث بشيء من العقلانية الآن، وليس الأمل حتى لا تفقد أعصابك بيوم من المفترض أنه بدأ جميلا! تزفر غضبك، تستنشق أوكسجينا، تحاول أن تستذكر جميع ما تعلمته من التأمل، وجلسات اليوغا المطولة حتى لا تضيع هدرا بسبب غبي في شارع، لكن هذا السائق لا ينكف عن مضايقتك، واقفٌ أنت في حالك، الإشارة حمراء الآن، ولكن لسرعته المفرطة لم يتمكن من الوقوف بسلام وصدمك هذه المرة.تخرج لترى الحادث وبغضب تقول «اشفيك الله يهديك من الصبح إلا بتدعم»؟ فينزل متأففا وقحا غير معترف بخطئه «بلحق على الدوام عندي دورة يعني ضروري نروح المخفر، الدعمة بسيطة»، ترد مدافعا أن حقك المنتهك كأبسط رد اعتبار لهذا الصباح الذي أصبح به التفاؤل مبتذلا: «عفواً سيارتي ما راح تتصلح بدون ورقة مخفر وبنروح الحين حتى أنا وراي دوام حضرتك أخرتني عليه».يذهب معك متأففا للمخفر دون أي اعتذار أو شعور بالندم، بل على العكس كان وقحا، طلب الضابط بعض البيانات سأله ما مهنتك، أجاب مدرب تنمية بشرية، ومستجعل عندي دورة بقدمها عن كيفية التعامل مع صعوبات الحياة، الضابط: «استريح».قفلة:باتت العديد من الدورات تجارية، أصحابها لم يطبقوا ما تعلموه على أنفسهم، يحاكونك عن الهدوء وهم يعانون الغضب وهكذا، بات الموضوع مربحا وتجاريا، لذا امتهنه الكثير إلا قلة تجدهم مخلصين ومحبين لمساعدة الآخرين لتطوير أنفسهم، ولكن الطابع التجاري للموضوع هو الغالب في أغلب دورات التنمية البشرية مع كل أسف!