السعودية: لن نسمح لحلفاء إيران بالاستيلاء على اليمن
• تظاهرة حاشدة بصنعاء
• صالح يلتقي عسكريين «غُرر بهم»
• تسيير أول رحلة طيران من عدن
جددت السعودية، أمس، تمسكها بعدم السماح للميليشيات الحوثية المتحالفة مع إيران بالاستيلاء على اليمن، عبر تفعيل المسار العسكري إذا أصرت جماعة «أنصار الله» على تعطيل المسار السياسي لإنهاء الصراع سلمياً، في حين شهدت العاصمة صنعاء تظاهرة حاشدة ضد المتمردين.
بعد أسبوع من إقرار اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون ووزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري مقاربة جديدة تتضمن مسارين لإنهاء الصراع في اليمن، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أمس، أنه لن يسمح للحوثيين المتحالفين مع إيران بالاستيلاء على اليمن، متهما طهران بالسعي إلى نشر الاضطراب في أنحاء المنطقة.وقال الجبير الموجود في بكين لـ «رويترز» إن «الكرة في ملعب الحوثيين في ما يتعلق باستئناف المحادثات من عدمه»، مضيفا «الشيء المؤكد والذي لا يقبل الشك أنه لن يتم السماح لهم بالاستيلاء على اليمن، انتهى، وبالتالي سيتم الدفاع عن الحكومة الشرعية».وتابع: «الفرصة المتاحة لهم هي الانضمام للعملية السياسية والتوصل إلى اتفاق من أجل مصلحة كل اليمنيين بمن فيهم الحوثيون».
وفي وقت سابق وخلال حديثه إلى طلبة في جامعة بكين، انتقد الجبير إيران، قائلا: «نرى أن طهران تدعم الحوثيين في اليمن، وتحاول الاستيلاء على الحكومة وتمد المتمردين بالأسلحة وتهرب المتفجرات للبحرين والكويت والسعودية»، مضيفا: «نأمل أن نعود إلى حسن الجوار مثلما كنا قبل ثورة 1979. تعديل إيران لسلوكها أمر في يدها».
إنهاء الأزمة
وجاءت تصريحات الجبير غداة نشر السفارة السعودية في واشنطن وثيقة تضمنت 4 بنود لإنهاء الأزمة في اليمن، تتضمن تسليم الميليشيات الحوثية أسلحتها الثقيلة والصواريخ إلى طرف ثالث، لم يحدد، والمشاركة في تشكيل حكومة وحدة وطنية.يذكر أن كيري طالب إيران عقب اجتماع جدة بوقف مد الحوثيين بالصواريخ التي اعتبرها تهديدا لأمن الرياض وواشنطن.وكانت آخر جولة من محادثات السلام، فشلت بعد أن أعلن الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه علي صالح تشكيل مجلس حاكم من 10 أفراد في السادس من أغسطس الماضي ليتجاهلا بذلك تحذيرات مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد من أن الخطوة تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن كيفية حل الصراع.إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية اليمني عبدالملك المخلافي استعداد حكومته للدخول في جولة جديدة من المفاوضات مع المتمردين لإحلال السلام، مشددا خلال لقائه نائب السفير الأميركي ريتشارد رايلي في الرياض أمس الأول، على ضرورة الإعداد الجيد للمشاورات لضمان نجاحها.واتهم المخلافي، إيران بإفشال مشاورات السلام في الكويت، معتبرا أن جولة وفد الجماعة المتمردة التي تشمل بيروت وطهران تقدم دليلا على أنها لا ترغب في السلام.في غضون ذلك، زار الوفد الحوثي مدينة كربلاء العراقية، والتقى مسؤولين وقادة من الحشد الشعبي في اليوم الثالث من زيارته.ولاحقاً، جدد ولد الشيخ خلال إفادة أمام مجلس الأمن الدولي قلقه من «الخطوة المنفردة» لـ «أنصار الله» وحزب صالح بتشكيل «المجلس السياسي»، وقال إن مثل هذه التصرفات الأحادية تعرقل سبل التوصل إلى حل.ودعا المبعوث الأممي إلى ضرورة العمل على سرعة عودة الأطراف اليمنية إلى طاولة المفاوضات، محذرا من خطورة تصاعد القتال وتأثيره على الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تتسبب في عجز السلطات اليمنية عن دفع رواتب الموظفين وتعرضهم لخطر الفقر المدقع.اعتذار الثورة
في سياق آخر، بث موقع حزب «المؤتمر الشعبي» مقطع فيديو يظهر عددا من ضباط الجيش والعسكريين خلال اجتماع مع الرئيس المخلوع.وقال الحزب ومواقع إعلامية موالية للرئيس المخلوع إن «العسكريين الذين غرر بهم وانضموا إلى ساحات الاحتجاجات التي أطاحت بنظام صالح في عام 2011 إبان ما عرف بالربيع العربي قدموا اعتذارهم للرئيس السابق عما بدر منهم، وأكدوا ندمهم على الانضمام إلى تلك الاحتجاجات التي أظهرت الأيام أنها كانت ضمن سياق مؤامرة تستهدف الوطن».مفاجأة الحوثي
من جانب آخر، وصف زعيم «أنصار الله»، عبدالملك الحوثي، حملة «عاصفة الحزم» التي شنها التحالف العربي بزعامة السعودية، على المتمردين بـ «المفاجئة».وقال زعيم الحوثيين، في حوار هو الأول من نوعه صحافيا أو تلفزيونيا منذ اندلاع الحرب: «لو توقع شعبنا العدوان، لاستعد بشكل أفضل للدفاع».واعتبر الحوثي خلال الحوار الذي نشرته مجلة «مقاربات سياسية»، أمس الأول، أن «الطرف الآخر، الحكومة وحلفاؤها، أراد من المفاوضات التي جرت في الكويت، أن يحقق ما عجز عنه بالحرب».غضب صنعاء
على صعيد منفصل، شهدت العاصمة صنعاء تظاهرة حاشدة بالقرب من القصر الجمهوري لموظفي وزارة الأشغال العامة والطرق، احتجاجا على استقطاع الميليشيات الحوثية مستحقات مالية تحت بند «المجهود الحربي».وتشهد العاصمة صنعاء إضرابات شاملة تشل حركة معظم المؤسسات والوزارات، بالتزامن مع مظاهرات غاضبة، رفضا لمحاولة قيادات المتمردين مصادرة مستحقات مالية للموظفين بذريعة دعم القوات الموالية لهم.من جهة أخرى، وفي إطار سعي السلطات اليمنية إلى تطبيع الحياة بالعاصمة اليمنية المؤقتة، غادرت ظهر أمس أول رحلة للخطوط الجوية اليمنية من مطار عدن صوب مدينة جدة السعودية.
«عاصفة الحزم» فاجأتنا ولم نكن نتوقعها ...عبدالملك الحوثي