في تطور ميداني جديد وضعها على أبواب مركز محافظة حماة بوسط سورية، فرضت كتائب المعارضة الإسلامية والمقاتلة، أمس، سيطرتها على بلدة معردس في الريف الشمالي عقب هجوم مباغت تمكنت خلاله أيضاً من انتزاع كتيبة الصواريخ المتمركزة على الزاوية الشمالية الشرقية للبلدة.

ووفق جماعة «جند الأقصى»، فإن عملية السيطرة على معردس، الواقعة على الطريق الدولي دمشق- حلب شمال حماة، بدأت بعملية «انغماسية خاطفة»، سبقها هجوم مباغت تمكنت خلاله من طرد قوات النظام من كتيبة الصواريخ الروسية شمال شرق البلدة، واغتنام ما فيها من أسلحة وذخائر.

Ad

وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي أحصى أمس مقتل 1289 مدنياً بينهم 263 طفلاً و191 مواطنة خلال أغسطس الماضي، سيطرة فصائل المعارضة على كتيبة الصواريخ، مشيرا إلى مقتل 30 على الأقل بينهم 6 أطفال ومواطنات، من جراء قصف جوي مكثف استهدف طريقاً يصل بين مدينة اللطامنة ومحافظة إدلب، وشمل أيضا مدينتي طيبة الإمام وصوران التي سيطرت عليها المعارضة أمس الأول.

وقبل بدئه هجوما مضادا في المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة له، أرسل نظام الأسد تعزيزات كبيرة إلى مركز مدينة حماة، التي باتت تفصلها عن فصائل المعارضة بلدة قمحانة فقط.

شملت التعزيزات، حسبما نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر سورية مطلعة، «مئات المقاتلين من محافظتي اللاذقية وطرطوس وحلب لمؤازرة القوات الحكومية بعد خسارتها ثلاث بلدات مهمة في ريف حماة الشمالي». وإضافة إلى ذلك، أكدت مصادر محلية في محافظة طرطوس أن «عشرات السيارات العسكرية المحملة بالجنود والعتاد العسكري توجهت إلى محافظة حماة».

تهديد وأهداف

ويهدد الهجوم، الذي بدأته جماعة «جند الأقصى» المتشددة و«جيش العزة» وجماعات تقاتل تحت لواء «الجيش السوري الحر» الاثنين، مناطق موالية للأسد يقطنها مسيحيون كمحردة وعلويون إلى الشرق من الجبال الساحلية التي تقع في قلب المنطقة العلوية.

في هذه الأثناء، تتحضر الفصائل لاقتحام جبل «زين العابدين» الاستراتيجي، الذي يعد مركزا لقيادة العمليات والحرب الالكترونية والاشارة لقوات الأسد، حيث يستغل النظام ارتفاعه الشاهق ليجعله أهم منصات المدافع والصواريخ لقصف ريفي حماة الشمالي وادلب الجنوبي.

«درع الفرات»

وفي إطار عملية «درع الفرات» الهادفة لتطهير الحدود من التنظيمات «الإرهابية»، أرسل الجيش التركي، أمس، تعزيزات عسكرية جديدة من الدبابات والعربات المصفحة إلى المنطقة الحدودية المتاخمة لمدينة جرابلس.

ونقلت وكالة «الأناضول» الرسمية عن مصادر عسكرية أن التعزيزات تهدف إلى زيادة الإجراءات الأمنية على المناطق الحدودية ودعم قوات التحالف الدولي، مشيرة إلى أن استمرار فريق الخبراء الاتراك في العمل على تفكيك الألغام التي زرعها «داعش» قبل انسحابه من جرابلس.

هجمات «داعش»

وفي دير الزور، شنّ تنظيم «داعش»، أمس الأول، هجوما على عدة قطاعات لقوات النظام داخل حيي الموظفين والجبيلة وشارع بورسعيد من جهة الإطفاء، محاولاً التقدم باتجاه حاجز الدلة والسيطرة عليه بشكل كامل.

واستخدم التنظيم في هجومه الأسلحة المتوسطة، وفجّر ثلاث سيارات مفخخة داخل حي الموظفين، ليتمكن عناصره من التقدم قليلاً إلى بعض النقاط العسكرية لقوات النظام في الحي.

وفي حمص، أكدت وكالة «أعماق» المقربة من «داعش» السيطرة على سلسلة الحواجز الواقعة شرق تلة الصوانة على الطريق المؤدي نحو حقول وشركة شاعر للغاز، مشيرة إلى أن هذه المعركة جاءت استكمالاً لعمليه بدأها التنظيم الثلاثاء وسيطر خلالها على تلة الصوانة الاستراتيجية.

وبينما أعلن ناب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن موسكو وواشنطن على بعد خطوات من الاتفاق حول التنسيق في حلب، بعد أن حققتا تقدماً في الفصل بين «الإرهابيين والمعارضة المعتدلة»، حذر مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا من عدم التوصل لهدنة فورية بالمدينة.

وإذ أعرب عن أمله في فرض الهدنة قبل قمة العشرين الأحد، أكد ديميستورا، في مؤتمر صحافي مع كبير مستشاريه للشؤون الإنسانية يان إيغلاند في جنيف، عدم حصوله على إجابة من دمشق على طلب إدخال مساعدات، معتبرا أن الوقت غير مناسب لمبادرات جديدة بشأن سورية.

تغيير ديمغرافي

في غضون ذلك، وجّه 152 شخصية سورية مذكرة حقوقية حول محاولات التغيير الديموغرافي باعتباره جريمة وطنية، موجهين خطابهم لكل من رئيس الهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب ومبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا، ومكتب التوثيق السكان الدولي التابع لهيئة الأمم المتحدة.

وشدد الموقعون على الوثيقة على رفضهم القاطع العودة إلى طاولة المفاوضات أو أي اجراء دولي لا يأخذ بعين الاعتبار ما أسموها «جريمة الحرب الاخيرة» التي ارتكبها نظام الأسد في تفريغ مدينة داريا من سكانها عنوة وإعادة اجراء تغيير ديموغرافي لها، وغيرها من المدن».

واعتبر عضو الهيئة العليا للمفاوضات محمد علوش أن إخلاء مدينتي داريا والمعضمية هي جرائم حرب، إضافة لكونها عملية تهجير قسري، داعيا إلى تغيير الاستراتيجية العسكرية للمعارضة والعودة لحرب العصابات والكمائن وقطع الطرقات لأن الاحتفاظ بالمدن يستغله النظام من خلال معاقبة المدنيين.

من جهتها، كشفت عضو الهيئة العليا للمفاوضات هند قبوات عن خطة للانتقال السياسي أعدتها المعارضة لمحادثات السلام في جنيف وستعرضها خلال اجتماع لوزراء في لندن الأسبوع المقبل.

وقالت قبوات، في تعليقات أرسلتها بالبريد الإلكتروني إلى «رويترز»، إن وفد المعارضة سيعطي رؤية تفصيلية لسورية في المستقبل، موضحة أن ذلك يشمل تشكيل هيئة حكم انتقالي ذات سلطات تنفيذية كاملة.

«الفتح» عن العدناني: هلك رأس الخوارج
عبّر القاضي العام لغرفة عمليات «جيش الفتح» عبدالله المحيسني عن فرحه بمقتل المتحدث باسم تنظيم «داعش» أبومحمد العدناني، مؤكداً أن «الفرح بهلاك الظالمين سنَّة ماضية وليس من الشماتة».

وقال المحيسني، في سلسلة تغريدات نشرها على حسابه في «تويتر» أمس الأول، «الحمد لله الذي أهلك قائداً من قادة خوارج العصر المسمى أبومحمد العدناني ناطق تنظيم الدولة وأحد أبرز قادة التنظيم الكبار»، مضيفاً: قد لا يتحمل البعض الفرح بمقتل رأس من رؤوس الخوارج وهنا نقول: هل لنا أن نفرح بمقتل العدناني وأمثاله -بغض النظر عمن قتله- أم لا، نقول: إن الفرح بهلاك الظالمين ورموز الفتنة وقادة الشر سنَّة ماضية وطبيعة فطرية، وليس من الشماتة، بل هو فرح بانحسار الشر وذهاب رموزه، نفرح بهلاك الظالم لما في ذلك من صرف شره عن كثير من المسلمين وكف أذاه، خصوصا إذا كانت جنايته لا تقتصر على الناس بل هي على الدين أيضاً ومفاهيمه».

وختم المحيسني تغريداته قائلاً: «اللهم إن كانت قيادة الدولة أو الدولة خوارج، اللهم فاقصم ظهرها واقتل قادتها، ونكّس رايتها، واهد شبابها.

النظام يصفي غير المرضي عنهم

في إطار مسلسل تصفية الضباط غير المرضي عنهم من قبل نظام بشار الأسد، استفاق أهالي قرية الشيخ حسامو التابعة لمنطقة الحفة بريف اللاذقية، أمس الأول، على جريمة مروعة أودت بحياة العقيد متقاعد عدنان المحمود وزوجته وحارسه وابنة شقيقته.

ولاقت الجريمة استنكاراً من قبل أهالي المنطقة، وهم يتساءلون عن خطورة انتشار السلاح في المنطقة، واستغربوا اغتيال عدنان، الذي شغل منصباً قيادياً في فرع أمن الدولة بحمص، ثم عين رئيساً لفرع الأمن السياسي قبل أن تتم إحالته إلى التقاعد، بالرغم من الإجراءات الأمنية المحيطة بمسكنه، خصوصاً مع وجود حاجز أمني لا يبعد إلا أمتار قليلة عنها.

والعقيد عدنان المحمود هو شقيق فدوى المحمود زوجة المعارض المعتقل عبدالعزيز الخيّر، وسبق له أن اعتقلها بنفسه في الثمانينات بتهمة الانتماء إلى رابطة العمل الشيوعي، قبل أن تُحال إلى المحكمة ويتطوع المحامي خليل معتوق المعتقل أيضاً للدفاع عنها وإطلاق سراحها فيما بعد.