أشرت في الأسبوع الماضي إلى دور مدير الميناء المرحوم عبداللطيف بن عيسى العبدالجليل في مشروع مد خط التلغراف من البصرة إلى الكويت في عهد الشيخ سالم المبارك الصباح.

ونبهني الصديق العزيز أ. يوسف عيسى العبدالجليل إلى أن عبداللطيف العبدالجليل استمر في عمله مديراً للميناء حتى ثلاثينيات القرن الماضي، وأهداني وثيقة من مراسلاته تؤكد أنه ما زال على رأس عمله حتى عام 1928م.

Ad

كما نبهني الأستاذ الفاضل سليمان الصالح إلى أن المرحوم حمد الحميدي ارتبط اسمه بعمل البرقية، حيث كان مسؤولاً عن مراقبة الخط لمدة ثلاثة عقود من الزمان تقريباً، فشكراً له على هذه المعلومة، وإن شاء الله تتوافر لدي المعلومات مستقبلاً، لأتحدث عن تفاصيل ذلك.

نعود إلى موضوعنا، وهو التلغراف أو البرقية، ونقدم لكم اليوم وثيقتين جديدتين توضحان بعض التفاصيل المرتبطة بهذا المشروع المهم في ذلك الوقت...

الوثيقة الأولى كتبها عبداللطيف العبدالجليل إلى المهندس المسؤول عن المشروع، واسمه كما ذكرنا سابقاً المستر دمليو، وإليكم نص الرسالة:

"حضرة الأكرم الأفخم الماجور آر. إي. آر. هملتن المفخم دام مجده.

غب سؤال خاطركم العزيز. واصلكم بطيه مقاولة بوم نوخذة عبدالله بن حاج لأجل شغل التلغراف بين الفاو وأم قصر. والبوم الثاني نحن عاملين اجتهادنا في تحصيله، ونتأمل أننا نحصله قريباً... لهذا يصير معلوم.

ودمتم،،

عبداللطيف".

هذه الوثيقة تشير ضمنياً إلى أن الوكيل السياسي البريطاني في الكويت طلب من الشيخ سالم المبارك الصباح أمير الكويت المساعدة في توفير الاحتياجات اللازمة لتنفيذ مشروع التلغراف، وهذه الاحتياجات تتعلق بتوفير العمال، واحتياجات الأكل والشرب، والحماية، والنقل، وغير ذلك.

وتوضح الوثيقة أن النوخذة عبدالله بن حاج وقع اتفاقاً مع الوكيل البريطاني، لتوفير عمَّال وسفينة، لتكون تحت أمر فريق العمل في منطقة أم قصر. والوثيقة الثانية التي نعرضها عليكم اليوم تبين هو مطلوب من النوخذة عبدالله، والمبالغ التي اتفق عليها. واليكم نص الوثيقة الثانية:

"وجه تحرير هذه المقاولة هو أنه أنا عبدالله بن حاج قد تقاولت مع حضرة ميجر هملتن بوليتكل أجنت الدولة البهية القيصرية الإنكليزية بالكويت على البوم الذي هو ملكي المسمى "سمحان" نمرة... يحمل من الفاو إلى أم قصر وأطرافها، كما يلزم الحكومة في شغل التلغراف وفيه تسعة أنفار بحرية ونوخذة وجالبوت، وأجرته من يوم وصوله إلى الفاو، وتجري يوميته كل يوم عشرين روبية، وجميع المصاريف هي عائدة علينا، وقد تعهدت لهم بذلك، وقبضت مقدماً من حضرة الصاحب ميجر هملتن بالكويت ثلاثمائة (300) روبية، وأعطيت هذه المقاولة للبيان.

30 ذي الحجة 1334هـ".

إذن، فالمطلوب من النوخذة عبدالله أن يوفر سفينة مع طاقمها وتوابعها، لتكون تحت أمر المهندس دمليو وفريقه، ويبدأ عملها من وصولها إلى الفاو، ويوميتها 20 روبية، شاملة كل شيء، من أجرة العمال واحتياجاتهم من الأكل والشرب وغير ذلك. وتسلم النوخذة عبدالله 300 روبية عند توقيع المقاولة عن 15 يوماً مقدماً.