قدّمت السينما الكورية الجنوبية أفضل فيلم حركة خلال موسم الصيف بعنوان Train to Busan (قطار إلى بوسان)، فقد شكّل محاولة لافتة لتقديم عمل تشويق عن كائنات الزومبي ونجح في تجديد هذا النوع من الأفلام.لا يعطي فيلم Tunnel (النفق) الذي حقق نجاحاً كبيراً في كوريا الجنوبية الأثر نفسه ضمن فئة الأفلام التي تتمحور حول الكوارث، لكنه مُتقَن ومشوّق ومؤثر على نحو مفاجئ رغم تركيبة العمل المألوفة.
مثل Train to Busan، يركّز فيلم Tunnel على أب وموظف مشغول يجد نفسه فجأةً عالقاً في صراع حياة أو موت. يعمل جونغ سو (ها جونغ وو) كبائع سيارات في شركة {كيا} ويكون عائداً إلى منزله ولا يحمل إلا زجاجتَي ماء وقالب حلوى لعيد ميلاد ابنته في المقعد الخلفي من سيارته.لم يكن يعرف أن تلك الأغراض ستفيده حين تبدأ جدران نفقٍ بُنِي حديثاً على طرف جبل بالانهيار من حوله. يَعْلَق الرجل في سيارته وتكون بطارية هاتفه مشحونة بنسبة 78% فينجح في إبلاغ السلطات بوضعه لكنها قد لا تتمكن من إنقاذه في الوقت المناسب.في غضون ذلك، يتواصل مع زوجته اليائسة سيهيون (دونا باي من فيلمَي Cloud Atlas (السحاب الأطلسي) و Sense8 (الحاسة الثامنة) ومع الصحافيين الذين يحصلون على رقم هاتفه. تولّى كيم سونغ هون (من أعماله فيلم التشويق الذي حصد إشادة واسعة A Hard Day (يوم شاق) كتابة فيلم Tunnel وإخراجه بأسلوب شائق ومؤثر، ولا يكتفي الفيلم بسرد قصة رجل عالق يحاول النجاة مثل 127 Hours (127 ساعة). تبدو مشاهد انهيار النفق متقنة بشكل مرعب وتبدو عزلة جونغ سو حقيقية، لكن يتطرق الفيلم أيضاً إلى الغطرسة السياسية ورداءة أداء العمل والتعثر البيروقراطي ووسائل الإعلام (يصبح جونغ سو مادة إعلامية دسمة مثل عمّال المناجم في تشيلي خلال محنتهم التي دامت 69 يوماً في عام 2010).يبالغ سونغ هون أحياناً في محاولة تقديم مشاهد مؤثرة (ما الداعي لظهور جرو في هذه المعمعة كلها؟!) لكن ينجح بعض المشاهد العاطفية في أحيان أخرى. يتعلّق المشاهدون بالأحداث بدل الاكتفاء بالمؤثرات البصرية المميزة بفضل محادثات جونغ سو اليائسة مع زوجته وإدراكه أنه قد لا ينجو وشعور سيهيون بالذنب بعد مقتل مساعِد كان يحاول إنقاذ زوجها.يدرك سونغ هون أن أفضل المؤثرات الخاصة لا تُغْني عن أعز الأشخاص على قلوبنا. حبذا لو يفهم صانعو هذا النوع من الأفلام هذه الحقيقة!
توابل - Movies
Tunnel... محاولة لافتة ومؤثّرة
03-09-2016