أتعامل مع الظروف بطريقة شخصية!
قد يشكك الناس بذواتهم في بعض الحالات عند سماع دعابة بسيطة أو تلقي ملاحظة في العمل! يؤكد علماء النفس أن الإنسان يكون حساساً جداً بطبيعته، وقد يسيء تفسير الأحداث التي يواجهها أحياناً لأن الدماغ البشري {يُترجِم} الواقع دوماً ولا مفر من أن يمرّ أي حدث خارجي بآلة التفكير الذاتي. هذا ما يفسّر {التشوهات المعرفية} الشائعة. لكن لا يكون تحمّل مسؤولية كلمات الآخرين وأفعالهم مجرّد نزوة عابرة. قد نعتبر أنفسنا محور العالم لتلبية ثلاث حاجات أساسية على الأقل.
السعي إلى طمأنة الذات
حين يشعر الفرد بأنه مستهدف من جميع الجهات، قد يكتسب شعوراً معيّناً بالأمان! لكن في هذه الحالة، يسود ارتباك شديد بين الذات والآخرين. وحين ترتكز علاقاتنا على التماهي مثلاً، لا يمكن أن نميّز بين الطرفين. وبما أننا نغفل عن خصوصية الطرف الآخر، نعتبر تلقائياً أن أفعاله وسلوكياته تعنينا. يشعر الإنسان بالطمأنينة حين يلاحظ أنه ليس وحيداً في العالم. لكن في الوقت نفسه، قد يشعر الفرد بشيء من الأمان حين ينغلق على نفسه.
الحاجة إلى الشعور بوجودنا
يمكن أن نرفع مستوى تقديرنا لنفسنا مجدداً عبر اعتبار الأحداث الإيجابية والسلبية جزءاً من ظاهرة جماعية تنطبق على الناس كافة. يُصدم الأشخاص الذين يحملون أعلى درجات النرجسية بسرعة، فيعتبرون أي فكرة بمثابة انتقاد لشخصهم، ما يدفعهم إلى التشكيك بسبب وجودهم. يكون منطق التفكير مشابهاً بالنسبة إلى الأشخاص الذين يفتقرون إلى تقدير الذات. يشعر هؤلاء الناس بالتحسن حين يصبحون محور الانتباه. سيشعرون بوجودهم حين يظنون أنهم مهمّون بنظر الآخرين ويكونون جزءاً من تفكيرهم، حتى لو كانوا متوهمين.فرض السيطرة
من خلال تحمّل مسؤولية ما يحصل، يمكن أن يسدّ الناس حاجة منطقية لديهم، فيعطون بهذه الطريقة المعنى الذي يناسبهم للأحداث التي تزعزع حياتهم ويعجزون عن التحكم بها. يمكن أن يتحركوا في هذه الحالة لتصحيح الأخطاء أو تبرير نفسهم بدل تحمّل العواقب أو العيش في ترقّب دائم أو التشكيك بكل شيء. سيتمكنون بذلك من السيطرة على الظروف الدقيقة وينهضون في النهاية من محنتهم.حلول فاعلة
• تعامَلْ مع الوضع بموضوعية: حين تواجه حدثاً خارجياً عصيباً، خذ الوقت اللازم لتحليله من دون أفكار مسبقة. حاول أن تفهم الوضع بطريقة منطقية. هل سمعت انتقاداً من شخص موثوق به أو مهمّ بنظرك؟ هل كانت ملاحظاته مبررة؟ انتظر إلى أن تمرّ {العاصفة} العاطفية: ستتمكّن بذلك من التعبير عن نفسك بأفضل طريقة.• استمع إلى نفسك: يصعب أن تطلق أحكاماً منطقية على الوضع إذا كنت منحازاً ضد الطرف الآخر. ما كان شعورك قبل الموقف الصعب وخلاله وبعده؟ ماذا يحصل في داخلك؟ إنها طريقة فاعلة للتمييز بين الأحداث الخارجية والمشاعر الداخلية. تقضي الخطوة الأولى إذاً بالتخلص من الارتباك العقلي.• اكتسِبْ النضج الكافي: يجب أن تنضج كي تتخلى عن أفكارك المسبقة. حدد اختلافاتك وتقبّلها: لست مسؤولاً عن الآخرين ولا يكون الآخرون مسؤولين عن عواطفك وأفعالك. حان الوقت كي تنضج وتفهم الرسائل التي تلقيّتها في طفولتك بطريقة موضوعية. ابذل جهوداً لازمة كي تعيش حقيقتك!
الإنسان يشعر بالطمأنينة حين يلاحظ أنه ليس وحيداً في العالم