بالعربي المشرمح: مطرقة السلطة وسندان التاجر!
العلاقة التي تربط التاجر بالسلطة ليست وليدة هذا الزمن وليست بجديدة، بل هي علاقة تاريخية أشبه بزواج النصارى، حيث لم تنفصل بتاتاً وإن مرت بفترات جفاء وشيل خواطر بينهما، إلا أنها سرعان ما تعود أفضل مما كانت عليه، خصوصاً أن التاجر يملك كل الوسائل التي من شأنها إزعاج السلطة، الأمر الذي يجعل السلطة تعود بعلاقاتها مع التجار صاغرة رغماً عنها، وبعكس العلاقة التي تربط السلطة بعامة المواطنين التي لا تكترث لها السلطة لأنها هي من تملك كل الوسائل لإخضاعهم.ولا نعترض كمواطنين على تلك العلاقة الحميمية بينهما، ولكن على السلطة ألا تجعل من تلك العلاقة مميزة بحيث تؤثر في علاقتها بالمواطنين، وتؤثر في حقوقهم وتحرمهم خيرات وطنهم، وتنحاز للتجار وتعمل على تنفيعهم من خلال ترسية المشاريع عليهم دون مراقبتهم، فالتجار والمواطنون سواسية وفقاً للدستور، الأمر الذي لا يمكن أن يجعل السلطة تحابي التجار وتسهل لهم أعمالهم على حساب المواطنين والوطن.فالتاجر يسعى إلى الربح دون أي اعتبار للوطن أو المواطن، وهذه طبيعة العمل التجاري، فالمال عديل الروح كما قيل، في حين المواطن عديل روحه الوطن ومستقبله، الأمر الذي يجعله حريصاً عليه ومخلصاً له دون أي اعتبارات لمعادلة الربح والخسارة، ولا يمكن بحال من الأحوال أن نلوم التاجر الذي ترعاه السلطة وتنمي ثرواته، فاللوم يجب أن يقع على السلطة التي نصبت لتدير أحوال البلاد والعباد، وترعى مصالحهم دون أي اعتبارات مهما كانت.
يعني بالعربي المشرمح:
أصبح من الواضح أن السلطة تخضع لرغبة التجار وتنحاز إليهم، بل تنفذ مطالبهم وتسهل مصالحهم دون أن تكترث لحقوق المواطنين أو تراعي دخولهم وأوضاعهم المعيشية، ولنا في الفترة الأخيرة خير دليل من ارتفاع فاحش لمعظم ما يستهلكه المواطن، ودون رقابة فعلية على التجار، لذلك أصبح المواطن بين مطرقة الحكومة وسندان التاجر ولا حياة لمن تنادي.