بوتين للصبر على رحيل الأسد... وإردوغان لفرض المنطقة الآمنة

• المعارضة ترتب أوراقها في الرياض
• حلب تغطي التهجير
• النظام يغنم كتيبة «المهجورة»
• «الحر» يضيق على «داعش» وواشنطن تؤكد انحساره
• تركيا طهرت 400 كم

نشر في 03-09-2016
آخر تحديث 03-09-2016 | 00:05
عائلة سورية تتقاسم الجلوس مع ممتلكاتها في حظيرة بحي الشيخ في حلب أمس الأول  (أ ف ب)
عائلة سورية تتقاسم الجلوس مع ممتلكاتها في حظيرة بحي الشيخ في حلب أمس الأول (أ ف ب)
مع إصرار نظيره التركي رجب طيب إردوغان على ضرورة فرض المنطقة الآمنة على الحدود رغم عدم تأييد القوى الكبرى، طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الداعين إلى رحيل حليفه السوري بشار الأسد الصبر إلى حين إجراء تغييرات طبيعية داخل المجتمع السوري، مشيراً إلى اتفاق وشيك مع واشنطن للتعاون في سورية.
وسط استمرار المسؤولين الأميركيين والروس في جنيف بمفاوضات تهدف إلى فرض هدنة جديدة في سورية والتعاون عسكرياً في مواجهة تنظيم "داعش" والمجموعات الجهادية الأخرى، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن الطرفين بصدد التوصل "قريباً" إلى اتفاق تعاون لحل الأزمة السورية، مؤكدا أن الصراع الدائر منذ أكثر من 5 سنوات وقتل فيها نحو 400 ألف "لم تعد حرباً أهلية، ولكن مقاتلين قدموا من الخارج ويتلقون سلاحاً وإمدادات من الخارج".

وقال بوتين، في مقابلة مع وكالة "بلومبرغ" نشرها الكرملين على هامش منتدى الشرق الاقتصادي في فلاديفوستوك، "نتقدم شيئا فشيئا في الاتجاه الصحيح، ولا أستبعد أن نتفق قريبا على أمر ما ونعلنه للمجموعة الدولية"، مضيفا: "المحادثات صعبة جدا، وإحدى المشكلات الرئيسة هي أننا نصر، والأميركيون لا يعترضون، على أن يتم فصل القسم المسمى معتدلا من المعارضة عن المجموعات الجهادية الأخرى والمنظمات الإرهابية مثل جبهة النصرة".

وإذ أشاد "بصبر" و"مثابرة" وزير الخارجية الأميركي جون كيري، علق بوتين حول دعوات رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، متسائلا: "أليس من الأفضل التحلي بالصبر حتى تجري تغييرات طبيعية داخل المجتمع السوري".

منطقة آمنة

ومع استمرار عملية "درع الفرات"، نفى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، ما أعلنته واشنطن من أن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي انسحبوا إلى شرق نهر الفرات كما يريد، مؤكدا أنه لن يسمح بإقامة "ممر للإرهاب" على حدود بلاده الجنوبية.

وقال إردوغان، في خطاب بمطار إيسينبوغا بأنقرة، إن عملية "درع الفرات تسير بنجاح وطهرت 400 كيلومتر مربع من الأراضي السورية من مقاتلي داعش ووحدات حماية الشعب الكردية، الذين يهددون تركيا"، مبينا أنه يسعى لإقامة "منطقة آمنة" في سورية، لكن الفكرة لم تلق تأييد قوى عالمية أخرى.

عمليات تركية

وفي وقت سابق، أعلن الجيش التركي طرد "داعش" من بلدات "زوغرة والأغبر والكلية"، كما قصف 15 هدفاً في الكلية وزوغر في منطقة جرابلس التي بدأ واصل سكانها العودة العودة إلى منازلهم، تزامنا مع السلطات التركية بناء جدار بين جرابلس وكركميش لمنع أي توغل داخل أراضيها.

وفي المنطقة ذاتها، التي يعمل الجيش التركي على إزالة الألغام، تم تدمير 213 عبوة ناسفة منذ بدء العملية وضعها الجهاديون في جرابلس.

غطاء أميركي

وفي واشنطن، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع جيف ديفيس أن "داعش" على وشك خسارة آخر مناطق اتصاله مع العالم على الحدود التركية، موضحا أنه ما عاد يسيطر سوى على 25 كيلومترا إلى الشرق من بلدة الراعي.

وقال ديفيس، للصحافيين، إن "القوات التركية سيطرت في البدء على بلدة جرابلس الحدودية ثم تقدمت إلى الغرب نحو الراعي تحت غطاء جوي من التحالف الدولي "بقيادة واشنطن"، مبينا أن الوضع بات أكثر هدوءا بعد مواجهات الأيام الأولى من "درع الفرات" و"لم تسجل" معارك بين الأتراك والأكراد خلال الأيام الماضية.

اجتماعات الرياض

وقبل الاجتماع المرتقب عقده لمجموعة "أصدقاء سورية" في لندن يوم الأربعاء، بدأت الهيئة العليا للمفاوضات، أمس، اجتماعات في الرياض تنتهي اليوم لتحديد رؤيتها التفصيلية لمستقبل سورية وخطة الانتقال السياسي، التي أعدتها لمحادثات السلام في جنيف.

وأبلغت عضوة الهيئة بسمة قضماني "رويترز" بأن الغطاء الجوي الروسي والجماعات المسلحة المدعومة من إيران تمكن النظام من مواصلة القتال في حلب لصرف انتباه العالم عن "التطهير" المخطط له للمناطق المحاصرة في أنحاء سورية.

وأكدت قضماني أن الأسد غير أساليبه بعد فشله في تجويع السوريين، وخطى بالفعل خطوة أخرى في اللامبالاة والسلوك الإجرامي. وقالت: "داريا أصبحت رمزا لأسوأ ما يمكن أن يحدث، والذي يمكن أن يؤدي إلى نزوح جماعي للأشخاص تطهير عرقي سياسي".

معركة حلب

وفي حين تستمر محادثات الأمم المتحدة، كشفت قضماني عن تعزيزات من الجماعات العراقية المسلحة ووحدة للنخبة من جماعة "حزب الله" وصلت إلى جنوب غرب حلب للاستعداد لهجوم كبير على المعارضة بدعم جوي روسي.

إلى ذلك، نعت موقع "عرب برس" المقرب من ميليشيا "حزب الله" اللبناني خلال الأيام القليلة الماضية خمسة عناصر، دون أن يحدد مكان مقتلهم. لكن ناشطين أكوا أنهم قتلوا خلال المواجهات في حلب.

جبهة حماة

وغداة تمكن جماعة "جند الأقصى" من تحرير كامل بلدة معردس وكتيبة "الصواريخ الروسية وإجبار قوات الأسد وميليشياته على الانسحاب في ريف حماة، أعلن "جيش العزة" التابع للجيش السوري الحر أمس مقتل ضابط إيراني، خلال معارك تل الناصرية في ريف حماة الشمالي الغربي، فيما نعت صفحات موالية للنظام على مواقع التواصل الاجتماعي مقتل قائد اللواء "87 ميكا" التابعة للفرقة الحادية عشرة دبابات اللواء علي خلوف.

تضييق الخناق

ووفق المكتب الإعلامي لفصيل "فيلق الشام" المنضوي في غرفة عمليات "درع الفرات" فإن فصائل الجيش الحر، تمكنت من السيطرة على قرى الصابونية شرقي، والصابونية غربي وتل أغبر، وشعينة غرب جرابلس، بعد معارك عنيفة أفضت إلى انسحاب "داعش". يأتي ذلك بعيد ساعات من إعلان فصائل "درع الفرات" 14 قرية يسيطر عليها التنظيم غرب جرابلس منطقة عسكرية، في خطوة تهدف من خلالها الوصول إلى بلدة الراعي الخاضعة لسيطرتها والمتصلة جغرافيا بريف حلب الشمالي.

ريف درعا

وللمرة الأولى منذ 9 أشهر، تمكنت قوات الأسد وميليشيات "الدفاع الوطني" من إحراز تقدم في ريف درعا الشمالي، مع سيطرتها على "الكتيبة المهجورة" الواقعة على الجهة الشرقية لمدينة إبطع، وذلك دون أي مقاومة تذكر من قبل فصائل الجيش السوري الحر.

وبدأت قوات الأسد عملية تمشيط للكتيبة، تمهيدا لربط مدن وبلدات "الشيخ مسكين، إبطع، داعل، عتمان"، بهدف تأمين طريق إمداد إضافي لمعقله الأخير في مدينة درعا، عبر "طريق درعا دمشق القديم".

أنقرة تنفي انسحاب الأكراد إلى شرق النهر... وغطاء أميركي لـ «درع الفرات»
back to top