في وقت تسعى الأمم المتحدة إلى تسريع خطوات عقد جولة جديدة من مفاوضات السلام بين الحكومة اليمنية والمتمردين، قطع وفد الحوثيين جولة إقليمية بدأها مساء الأحد الماضي، وكان من المفترض أن تقوده إلى لبنان وإيران بعد العراق، وعاد بشكل مفاجئ من بغداد إلى العاصمة العمانية مسقط، مساء أمس الأول.

وقالت مصادر مقربة من الحوثيين لوكالة «الأناضول» إن «عودة الوفد المفاجئة جاءت بطلب عماني، من أجل لقاء يجمعهم بالمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ» الذي من المفترض أن يصل إلى مسقط قادما من نيويورك اليوم.

Ad

وسيبحث ولد الشيخ مع الحوثيين الترتيب لعودة الجولة المرتقبة من المشاورات مع الحكومة اليمنية التي من المقرر أن تنطلق في 6 سبتمبر الجاري، وذلك بعد شهر من رفع مشاورات الكويت التي استمرت ثلاثة أشهر ولم تنجح في التوصل إلى أي اتفاق يذكر.

ولم تحدد الأمم المتحدة بعدُ موعد جلسة المشاورات المرتقبة التي ستناقش خطة لحل النزاع اليمني كشف عن بعض ملامحها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في ٢٥ أغسطس المنصرم، لكن مصادر حكومية يمنية قالت لـ»الأناضول»، مفضلة عدم الكشف عن هويتها، إنها ستقام في دولة أوروبية.

تصريح سفر

وقالت مصادر مقربة من الجماعة إن المبعوث الأممي يحمل تصريحاً من التحالف العربي للطائرة العمانية التي ستقل الوفد المشترك لـ»أنصار الله» وحزب المؤتمر إلى العاصمة صنعاء من سلطنة عمان.

وكان الوفد المشترك، العالق في سلطنة عمان منذ 6 أغسطس الماضي، بسبب حظر التحالف للرحلات التجارية إلى مطار صنعاء، رفض في وقت سابق اللقاء بولد الشيخ في مسقط، واشترط أن يكون اللقاء في صنعاء.

ولا يُعرف ما إذا كان ولد الشيخ سيتوجه مع الوفد إلى صنعاء من أجل التباحث معهم حول «خطة كيري»، أم أنه سينتقل أولا إلى العاصمة السعودية الرياض للقاء الرئيس عبدربه منصور هادي والوفد الحكومي.

والخميس الماضي، كشف كيري عقب اجتماع عقده مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون في مدينة جدة السعودية، عن خطة لحل النزاع اليمني تتضمن «تشكيل حكومة وحدة وانسحاب الحوثيين وقوات صالح من المدن وتسليم السلاح الثقيل إلى طرف ثالث»، وقال إن هناك اتفاقا على اعتماد توجه جديد في مفاوضات السلام بين الحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين.

وما يزال التصعيد العسكري الكبير، منذ رفع مشاورات الكويت، في ٦ أغسطس المنصرم، يشكل عقبة أمام انطلاق الجولة المرتقبة من مشاورات السلام.

إلى ذلك، نفت وزارة الخارجية الأميركية صحة المعلومات التي حصلت عليها «بي بي سي» حول تفاصيل المبادرة الجديدة التي أعلن عنها وزير الخارجية الأميركي لإنهاء الحرب في اليمن.

هجوم مؤتمري

من جهة ثانية، شن حزب «المؤتمر الشعبي»، الذي يرأسه المخلوع صالح، هجوما تحريضيا لاذعا ضد المبعوث الأممي إلى اليمن، على خلفية إحاطته إلى مجلس الأمن التي تضمنت إدانة صريحة لتشكيل الحوثيين والمخلوع لما يسمى بـ«المجلس السياسي الأعلى» لإدارة شؤون البلاد.

ودعا رئيس المركز الإعلامي للحزب أحمد الحبيشي إلى تنظيم مسيرات جماهيرية ترفض التعامل مع ولد الشيخ. وكتب الحبيشي على «فيسبوك»: «احذروا المتآمر الفاجر ولد الشيخ وطابوره الخامس».

احتجاج صنعاء

في غضون ذلك، أفادت تقارير يمنية، أمس، بقيام موظفي وزارة الاتصالات والمعلومات ومؤسسات البريد والاتصالات التابعة لها بنصب أول خيمة احتجاجية في ساحة شارع المطار وقطع الطريق المؤدية إلى الميناء الجوي.

وطالب المحتجون الميليشيات المتمردة بضرورة الاستجابة لمطالبهم وصرف رواتبهم المتوقفة ورد الاستقطاعات التي خصمت من رواتبهم ومكافآتهم بدون وجه حق.

وشهدت أمانة العاصمة موجة احتجاجات ضد تجاوزات الميليشيات المستمرة في عدد من مؤسسات الدولة، كان آخرها احتجاجات موظفي وزارة الأشغال العامة الأربعاء الماضي.

تمشيط سعودي

من جهة أخرى، وبينما تتواصل المعارك على عدة جبهات داخل اليمن بين القوات الحكومية والمتمردين، ردت المدفعية السعودية على مصادر إطلاق مقذوفات من الأراضي اليمنية سقطت غرب مدينة نجران دون أن تسفر عن أي إصابات أو أضرار مادية.

وواصل طيران التحالف الذي تقوده الرياض تمشيط المنطقة الحدودية والتصدي لمحاولات الميليشيات الحوثية والعناصر الموالية لمصلحة بالتسلل أو إطلاق المقذوفات.

وكانت القوات السعودية أحبطت محاولة تسلل لمجموعة كبيرة من المتمردين وقامت بقتل العشرات منهم قبالة منفذ علب الحدودي.

أسلحة متطورة

في غضون ذلك، كشف المتحدث باسم المقاومة الشعبية الموالية للحكومة بمحافظة صنعاء، عبدالله الشندقي، دخول أسلحة متطورة لأول مرة إلى أرض المعركة في مديرية نهم في إطار الترتيبات لعملية تحرير العاصمة.

ونفى الشندقي، في تصريحات له، وجود أي ركود في معركة نهم، وقال إن «هناك ترتيبات وتحضيرات كبيرة للمرحلة المقبلة، إذ تم إدخال أسلحة متطورة بما فيها مدفعية تستخدم لأول، وصواريخ ضد الدروع».