وسط هجوم من مختلف المذاهب والفرق السلفية، سعى الأزهر الشريف إلى احتواء الأزمة التي فجرتها مشاركة الإمام الأكبر أحمد الطيب في مؤتمر استضافته العاصمة الشيشانية، غروزني الأسبوع الماضي، بهدف تعريف هوية «أهل السنة والجماعة»، وحصر تعريفها في أتباع الأشعري والماتريدي وأقصى التيارات السلفية والوهابية.

وبدا وكيل شيخ الأزهر عباس شومان راغباً في احتواء أزمة المؤتمر، أمس، بتأكيده لـ«الجريدة» أن محاولات الهجوم على الأزهر وشيخه «مزايدة مرفوضة».

Ad

وأوضح شومان أن «الأزهر يجمع ولا يفرق ولا يعرف الإقصاء، لأنه قائم على توحيد صفوف المسلمين، ولم نخرج أي طرف من مفهوم السنة والجماعة، فالأشاعرة والماتريدية والصوفية الصافية هم أهل السنة والجماعة، وكذلك السلفية أيضاً يتبعون السنة، فلماذا الخلاف إذاً».

ونفى المركز الإعلامي بالأزهر أن يكون الإمام الأكبر قد أقصى السلفيين من مفهوم «أهل السنة والجماعة»، مؤكداً في بيان له أن شيخ الأزهر «نصّ خلال كلمته للأمة في هذا المؤتمر على أن مفهوم أهل السنة والجماعة يُطلق على الأشاعرة، والماتريدية، وأهل الحديث... معبراً بذلك عن مذهب الأزهر الواضح في هذه القضية».

وبينما شن سلفيو مصر هجوماً حاداً على الأزهر عبر المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي، ردت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية على توصيات مؤتمر الشيشان، محذرة في بيان لها أمس الأول، من «الدعوات التي تهدف إلى إثارة النعرات وإذكاء العصبية بين الفرق الإسلامية»، ومن «النفخ فيما يشتت الأمة ولا يجمعها».

واعتبرت الهيئة السعودية أنه «ليس من الكياسة ولا من الحكمة والحصافة، توظيف المآسي والأزمات لتوجهات سياسية وانتماءات فكرية، ورفع الشعارات والمزايدات والاتهامات والتجريح»، لافتة إلى أن «ما تعيشه الأمة من نوازل ومحن يوجب أن يكون سبباً لجمع الصف والبعد عن الاتهامات والإسقاطات والاستقطابات»، متهمة من «لا يريدون لهذه الأمة خيراً» بالمراهنة على «تحويل أزمات المسلمين إلى صراعات».