شنّت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية أمس، هجوماً جديداً على آخر مواقع تنظيم «داعش» في سرت، معلنة السيطرة على مواقع جديدة في الحي رقم 3 في شرق المدينة، بحسب ما أفاد به بيان ومقاتل حكومي.

وقال المركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص الهادفة لاستعادة سرت، في بيان على صفحته على فيسبوك: «قواتنا تتقدم داخل الأجزاء، التي تتحصن فيها فلول داعش الهاربة بالحي رقم 3، وتسيطر حتى الآن على عدة مواقع» بينها مصرفان وفندق.

Ad

وأكد مقاتل في القوات الحكومية قي سرت (450 كلم شرق طرابلس) لوكالة فرانس برس: «الاشتباكات بدأت، قواتنا تهاجم آخر مواقع داعش».

وأعلن المستشفى المركزي في مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) ، مركز القوات الحكومية، أنه استقبل «شهيداً واحداً من قوات البنيان المرصوص، قضى نتيجة الاشتباكات ضد تنظيم داعش الإرهابي».

وشاهد مصور فرانس برس في سرت ثلاث سيارات إسعاف تنطلق مسرعة من المدينة الساحلية باتجاه مصراتة.

سيطرت قوات حكومة الوفاق مساء الاثنين الماضي على الحي رقم 1 في شمال المدينة، أحد آخر معقلين لـ«داعش» في سرت، لينحصر بذلك وجود التنظيم المتطرف في المدينة المتوسطية بأجزاء من الحي رقم 3 في شرقها.

وقتل في عملية «البنيان المرصوص» العسكرية في سرت منذ انطلاقها في 12 مايو الماضي أكثر من 400 عنصر من المقاتلين الموالين لحكومة الوفاق، وأصيب نحو 2500 عنصر آخر بجروح.

وأعلنت القوات الحكومية في بيان آخر أمس، أنها عثرت على عشر جثث تعود إلى مقاتلين جهاديين في مدرسة خلال عملية تمشيط في الحي رقم 1.

في سياق آخر، أكد مصدر في وزارة الخارجية الليبية بطرابلس تمثيل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج لليبيا في الدورة العادية الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر عقدها منتصف الشهر الجاري في نيويورك، حسبما ذكر أمس، موقع «بوابة إفريقيا» الإخباري الليبي.

وكان رئيس مجلس النواب المنتخب الليبي المستشار عقيلة صالح قد هدد الشهر الماضي الأمم المتحدة بمقاضاتها أمام مكمة العدل الدولية في لاهاي على خلفية ما سماه «الموقف المتعنت» للمنظمة الدولية و»انتهاكها للميثاق والدستور الليبي وسيادة ليبيا».

ونبه عقيلة في رسالته إلى الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن «الاعتراف السابق لأوانه وغير المبرر لمجلس الأمن بحكومة الوفاق الوطني التي يرأسها المجلس الرئاسي بقيادة فائز السراج قبل أن تتشكل، لا يعطي الحق للأمانة العامة للأمم المتحدة في انتهاك الدستور الليبي، وميثاق الأمم المتحدة بفرض مجموعة أشخاص على الشعب الليبي تحت مسمى حكومة الوفاق الوطني كبديل للحكومة الشرعية، ودعوتهم لتمثيل ليبيا في اجتماعات الأمم المتحدة».

إلى ذلك، كشف وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني عن «مساع دبلوماسية» تقوم بها إيطاليا والولايات المتحدة بين السراج والفصائل الموالية للفريق خليفة حفتر، مشدداً على «ضرورة اعتراف الأخير بالسلطة السياسية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً.

بدوره، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت السراج إلى «إيجاد تسوية مع البرلمان واللواء خليفة حفتر»، مشيراً إلى أن «التهديد الإرهابي وانتشار التهريب في ليبيا يشكلان تحديين ملحين».

وأكد أن «فرنسا على استعداد لدعم هذه الجهود مع القوى الإقليمية، وأولها مصر، التي تدعم حفتر باعتباره عائقاً أمام المتشددين».