مصمم الأزياء زياد العذاري: أقدّم أيقونات تاريخية فنية
استهوته الحضارة البابلية والسومرية، فراح يغوص في تفاصيلها وحكاياتها الجميلة، حيث شدّته الأزياء التي اتسمت بخطوط جميلة وزخارف ونقوش استوحى منها كبار مصممي الأزياء العالميين أفكارهم. وبعدما أنهى دراسة بكالوريوس الطب البيطري، اتجه إلى دراسة الإخراج المسرحي في كلية الفنون الجميلة، وحصل على درجة الماجستير في الأزياء من جامعة بيروت.
{الجريدة} التقت مصمم الأزياء البصري زياد العذاري للحديث عن مجال عمله، وزيارته الأخيرة للكويت.
{الجريدة} التقت مصمم الأزياء البصري زياد العذاري للحديث عن مجال عمله، وزيارته الأخيرة للكويت.
لماذا اخترت مجال الأزياء تحديداً؟نملك تاريخاً حضارياً وإرثاً جميلاً وغنياً. من ثم، كانت ولا تزال تستهويني الأزياء في حضارة وادي الرافدين، لذا تحاكي غالبية تصاميمي الأزياء التاريخية. حتى إنني أدخل الأيقونات التاريخية في الأزياء، وقدمت عروضاً عدة كانت في الحقيقة عبارة عن {عرض ثقافي} يتحدّث عن التاريخ في بلاد سومر وبابل، وليس عرضاً فنياً مبهراً لأزياء معينة.للعام الثاني على التوالي، أحضّر لحدث فني كبير في مدينتي البصرة بعنوان {بصرة فاشين نايت}، سيشارك فيه عدد من مصممي الأزياء من العالم والعراق، ويقدمون ابتكاراتهم. أذكر هنا أننا أقمنا هذا العرض العام الماضي وحقق نجاحاً باهراً.
أنت ابن البصرة. ماذا تحمل منها في تصميماتك؟البصرة مدينة ساحرة بنخيلها ومناظرها الجميلة وبيئتها التراثية اللافتة. وبطبيعتها، المرأة البصرية خجولة تفضل الأزياء المحتشمة، والألوان المستوحاة من تراثنا وحضارتنا الجميلة المبتكرة من التراث. لذا قدمت لها في أزيائي ما تحتاج إليه وما تحبه. سبق أن أقمت عرضاً للأزياء قبل سنتين مزجت خلاله بين النخلة وعرض الأزياء وعملت على تدرج لون السعفة وانسيابيتها. كذلك عرضت 12 زياً مستوحاة من نخيل منطقة أبو الخصيب في مدينتي البصرة، لما تعطيه الأخيرة من دفق ثقافي وتراثي وحضاري، يعزّز مخيلة المصمم ويساهم في ابتكار أزياء لافتة.
إرث ثقافي
ما دورك في توصيل الإرث الثقافي العراقي إلى العالم؟أتلقى أنا وزملاء لي دعوات عالمية كثيرة للمشاركة في عروض أزياء، وفعلاً شاركت في عروض في الولايات المتحدة الأميركية وباريس ودول أخرى. نحن نحتاج إلى دعم وزارة الثقافة خصوصاً لأننا نقدم أزياء تتعلّق بالتراث والحضارة والتاريخ، وذلك يمثّل واجهة لحضارتنا، خصوصاً أن الأزياء اليوم أصبحت ثقافة وليست تجارة، لا سيما أعمالنا. بناء على ذلك، نحن نحتاج إلى دعم لوجستي كبير، لذلك نحاول أن نركز على بعض الشركات كراع لتلك العروض.البصرة محافظة تحمل الطابعين الخليجي والعربي، ما مدى تأثّر أعمالك بذلك؟البيئة البصرية مفتوحة على الخليج وتحاكيه، وإن كان ثمة اختلاف بينهما فهو بسيط، ربما في اللون أو في بعض التصميمات. في المقابل، ثمة رابط بين البصرة ومنطقة الخليج في شكل العباءة أو الدراعة. أما عربياً، فبكل تأكيد للبصرة هوية عربية ونكهة تحمل الكثير من التاريخ، لا سيما أن شخصيات تاريخية مؤثرة كثيرة كانت من البصرة.تترك الحرب آثاراً سلبية جداً على المجتمع. طالما عرف عن نساء البصرة أناقتهن، لكن الحروب أثرت كثيراً في ذلك. ما دور الفنان عموماً ومصمم الأزياء خصوصاً في إعادة ذلك الذوق؟بلا أدنى شك، يؤدي الفنان دوراً كبيراً في إرجاع الحياة إلى مدننا، خصوصاً مدينتنا البصرة. الفن هو الحياة والبهجة والانطلاقة والروح والإشراقة. بالتالي، أنا أنقل رسالة حب كون العراق بلد حضارة وتاريخ وجمال وفن وإبداع. واليوم، نحن كشباب عراقي نشارك في كثير من المهرجانات، ننقل الصورة الجميلة لإبداعاتنا وحضارتنا ومدينتنا. عموماً، بدأت الحركة في هذا المجال تزداد، والمجتمع راح يتغير ويستوعب ما نقدمه.سعيد بزيارة الكويت
زار مصمم الأزياء زياد العذاري الكويت ضمن فريق أوبريت «الكنطرة». يقول في هذا السياق إنه سعيد جداً بهذه التجربة، إذ «اشتغلت على تصميمات الأزياء في الأوبريت، ووجدت أن الكويت جميلة وأهلها محبون للتراث والفن والإبداع. لذا أتمنى أن أقدم عرضاً للأزياء يحمل الفلكلور والطراز الفني ببصمات تراثية حضارية عراقية».