استخدام أسماء أعمال سابقة...
إفلاس في الإبداع واستغلال نجاح
انتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة استخدام أسماء مسلسلات وأفلام قديمة ووضعها على أعمال جديدة، ما يعد نوعاً من الاستغلال لعمل حقق نجاحاً كبيراً وارتبط اسمه بسمع الجمهور سنوات طويلة، فيسهل بالتالي تداول اسم العمل الجديد.
انطلق أخيراً تصوير مسلسل {الأب الروحي}، من بطولة: محمود حميدة، وأحمد عبد العزيز، وريم البارودي، وسوسن بدر، وسيمون، وأحمد فلوكس، ومي سليم، ومحمود الجندي، وتأليف هاني سرحان وإخراج بيتر ميمي.يحكي العمل عن مافيا تجارة السلاح، والكل يتذكر {الأب الروحي}، أحد أشهر الأفلام السينمائية مع مارلون براندو وال باتشينو، وتدور أحداثه أيضاً حول العصابات ومافيا تجارة المخدرات.منذ أسابيع بدأ أيضاً تصوير {السبع بنات}، من تأليف أحمد صبحي وإخراج محمد النقلي، وبطولة: إيمان عاصي، وعلا غانم، وريم البارودي، وميريهان حسين، وفريال يوسف.
يتحدث المسلسل عن سبع أخوات لكل منهن عالمها ومشاكلها الخاصة، المتمردة منهن والرومانسية والمُضحية. تشابه اسم العمل مع الفيلم الشهير {السبع بنات} لكل من نادية لطفي وسعاد حسني وزيزي البدراوي وحسين رياض وأحمد رمزي، وهو يتحدث أيضاً عن مشاكل الأخوات، الرومانسية منهن (زيزي البدراوي) والمتمردة (سعاد حسني) والمُضحية (نادية لطفي). قبل موسم رمضان الفائت، عُرض مسلسل من 60 حلقة بعنوان {آه من حوا}، وهو الجزء الثاني من {جراب حوا}، وتم تغيير الاسم بعد انسحاب مخرجة العمل وصاحبة الاسم والفكرة سارة وفيق. طبعاً، تشابه الاسم مع فيلم {آه من حوا} من بطولة رشدي أباظة ولبنى عبد العزيز ومديحة سالم.كذلك عُرض {البيوت أسرار} لكل من شيري عادل، وهنا شيحة، وآيتن عامر، وتشابه اسمه مع مسلسل سوري عرض قبل سنوات.في موسم رمضان الدرامي، عُرض أكثر من مسلسل تشابهت أسماؤها مع أعمال سابقة وحققت نجاحاً كبيراً، من بينها {الأسطورة} مع محمد رمضان، وروجينا، وفردوس عبد الحميد، علماً أن الممثل العالمي ويل سميث قدّم فيلماً بالاسم نفسه حقق نجاحاً كبيراً، ويبدو أن رمضان قرر التشبّه به.لا يخرج {وعد} مع مي عز الدين، وأحمد صلاح السعدني، وسهر الصايغ، من لائحة استغلال الأسماء، إذ تشابه اسمه مع اسم مسلسل تركي عُرض قبل عام وحقق نجاحاً كبيراً. وكان {الشك} لمي عز الدين أيضاً إلى جانب حسين فهمي، تشابه مع فيلم بالاسم نفسه لكل من شادية ويحيى شاهين وسناء جميل.كذلك لا ننسى مسلسل {دلع بنات} لعز الدين أيضاً إلى جانب محمد عادل إمام، وفيه استغل الصانعون اسم عمل مسرحي لنجيب الريحاني بعنوان {دلع البنات} أعاد تقديمه فريد شوقي ونيللي في عمل سينمائي، وهو ما اعترف به مؤلف العمل محمد صلاح العزب، ثم حذف الألف واللام ليصبح الاسم مختلفاً.قدّم خالد الصاوي بدوره {تفاحة آدم} مع بشرى وريهام عبد الغفور من سنوات، وهو اسم فيلم لهند رستم إلى جانب حسن يوسف ويحيى شاهين، وأكد المؤلف محمد الحناوي آنذاك أنه لم يكن يعلم أن ثمة فيلماً بهذا الاسم ولكن لن يستطيع تغييره لأنه الأنسب للمسلسل. في السياق نفسه، عُرض منذ عامين مسلسل خليجي كوميدي باسم {تذكرة داود} للنجم داود حسين، وكان سبقه يحيى الفخراني وإيمان الطوخي وقدما عملاً درامياً بالاسم نفسه. عادل إمام بدوره قدّم {صاحب السعادة}، وكان للريحاني فيلم شهير بالاسم نفسه. وهي ليست المرة الأولى التي يستغل فيها الزعيم اسم عمل سابق ويضعه على مشروع جديد له، كما حدث مع مسرحية {الزعيم} وهي تسمية عمل مسرحي لشارلي شابلن حمل الأحداث نفسها، لكن عادل لم يشر إلى الاقتباس.مسلسل {أمبراطورية مين} اقتبس اسمه أيضاً مع تغييره من فيلم {أمبراطورية ميم}. و{أزمة نسب} لزينة ومحمود عبد المغني، كان يحمل اسم {قضية نسب} وتم تغييره لأن ثمة مسلسلاً يحمل الاسم نفسه من بطولة عبلة كامل ومحمود الجندي.كذلك {سبع أرواح} لخالد النبوي وإياد نصار، سبقه فيلم بالاسم نفسه لمحمد صبحي ومن تأليف مدحت السباعي وإخراجه عُرض في الثمانينيات. آخر عمل درامي قدمه الراحل خالد صالح كان باسم {حلاوة روح}، والغريب أن يستخدم شوقي الماجري الاسم الذي حمله فيلم هيفاء وهبي الذي عُرض في العام نفسه وأثار أزمة كبيرة.
رغبة تسويقية
التشابه المتعمد في الاسم دليل إفلاس وفقر في الإبداع، لأن المسلسل المتميز لا يستغل اسم عمل آخر للترويج لنفسه واستغلال نجاح الآخرين ليحقق حداً أدنى من الشهرة قبل العرض.الرغبة التسويقية غلبت الرغبة الإبداعية، رغم أن من مصلحة المُبدع الحقيقي أن يكون عمله متفرداً ومتميزاً ولا يتشابه مع أي مشروع آخر في التسمية أو الأحداث. ولكن الشائع اليوم البحث عن عائد الإعلانات ونسبة المشاهدة، من ثم يلجأ الصانعون إلى حجج واهية لتحقيق ذلك، كادعاء البعض أن هذا الاسم هو الأنسب ولا نية لاستغلال العمل القديم الذي يحمل الاسم نفسه، وفي ذلك كلام عار من الصحة لأن الاستغلال واضح جداً. فالاسم معروف ومن الصعب ألا يكون صاحب العمل الجديد سمع به. كذلك يتضح عند متابعة المسلسل الجديد أن الاسم جاء بهدف تسويقي، إذ يكون مختلفاً عن مضمون العمل، كما في {دلع البنات}، حيث نجد أن الاسم مناسب لعمل فريد شوقي أكثر من مسلسل مي عز الدين.في المقابل، كان لافتاً أن يحيى الفخراني اقتبس أعمالاً من عالم الأدب ولكنه رغم ذلك لم يستغل أسماءها بل بحث عن الجديد.