ترامب يحاول استمالة السود في ديترويت

وعدهم بالوظائف وبناء مصانع ومدارس في كل مكان

نشر في 05-09-2016
آخر تحديث 05-09-2016 | 00:00
No Image Caption
خاطب دونالد ترامب أمس الأول، من كنيسة في ديترويت، المواطنين الأميركيين من أصل إفريقي، واعدا اياهم بوظائف، في حين ينظر إليه السود بكثير من الريبة، ويميلون بشكل أكبر الى التصويت لمنافسته هيلاري كلينتون.

وقال المرشح الجمهوري للبيت الابيض، في كلمة غلب عليها الهدوء بخلاف المداخلات النارية التي درج عليها في تجمعاته الانتخابية، "انا هنا للاستماع اليكم".

وفي وقت لا يزال فيه متأخرا عن كلينتون في استطلاعات الرأي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل، يسعى رجل الاعمال منذ بضعة اسابيع الى مد اليد لهذه الفئة من الناخبين التي تصوت تقليديا للحزب الديمقراطي، بعدما تجاهلها الى حد كبير.

وأظهر استطلاع لصحيفة "يو اس ايه توداي" وجامعة سوفولك، نشرت نتائجه الخميس، انه لا يحظى بتأييد سوى 4 في المئة من الناخبين السود.

وإذ شدد على الحق في العيش بأمان مع "وظيفة ذات دخل محترم"، وعد ترامب بأن يمارس السياسة بشكل مختلف، ويعيد بناء ديترويت مع "مصانع ومدارس في كل مكان".

وأضاف: "اريد ان احرك الامور من اجلكم"، مشيرا الى "المتاجر المغلقة والناس الجالسين على الرصيف من دون عمل". ثم انضم الى الحاضرين في الكنيسة مشاركا في الصلاة.

وكان نحو مئة متظاهر تجمعوا أمام الكنيسة في حضور المنافس السابق لترامب في الانتخابات التمهيدية بين كارسون الذي كان المرشح الاسود الوحيد.

وكتب على لافتة رفعها المتظاهرون "لن يحصل ترامب على صوتي".

ويقر عدد من السود في ديترويت بأن ظروف معيشتهم لم تتحسن بشكل كبير خلال ولايتي باراك أوباما، أول رئيس أميركي أسود في تاريخ الولايات المتحدة، لكن قلة قليلة منهم مستعدة للتجاوب مع مبادرة دونالد ترامب.

وقال اريك وليامز، الذي يتولى مساعدة صغار المتعهدين السود في المدينة الكبيرة شمال الولايات المتحدة لـ"فرانس برس"، "لقد درسنا برنامج الحزب الجمهوري ووجدناه غير كاف. لقد استمعنا الى مرشحه فاثار غضبنا".

واضاف: "لا يستطيع دونالد ترامب القيام بأي شيء لتلميع صورته لدى الاميركيين السود".

واعتبرت شاريل، التي لم تشأ كشف اسمها الكامل، ان مجرد تصور ان ترامب يعتزم فعلا تبديد قلق المواطنين السود أمر "عبثي"، مضيفة: "إنها فقط ذريعة لالتقاط صور والقول انظروا، انا لست عنصريا".

وكان لإغلاق مصانع إنتاج السيارات اعتبارا من سبعينيات القرن الفائت تداعيات كارثية على المدينة، حيث تعاني احياء كاملة الحرمان.

واورد رينولدز فارلي، الأستاذ في جامعة ميشيغن، التي تدرس التنامي السكاني في المدينة "الطبقة الوسطى السوداء هي التي دفعت الثمن الاكبر".

وفيما يتجاوز برنامجه الانتخابي، فإن شخصية ترامب ومواقفه لا تصب البتة في مصلحته لدى الناخبين السود، فقبل ان يخوض السباق الرئاسي، قاد قطب العقارات حملة ذات بعد عنصري شككت في وثيقة الولادة العائدة لباراك اوباما وتاليا في جنسيته الاميركية.

وعلق اريك وليامز: "لم ننس هذا الامر".

من جهته، رأى ديفيد بولوك، الناشط دفاعا عن الحقوق المدنية والمرشح لعضوية مجلس بلدية ديترويت، ان لكلينتون افضلية حاسمة على ترامب: "لقد بنت مع الوقت علاقة ثقة مع ممثلي مجتمع السود".

ولان قلب النتيجة لمصلحته تبدو مهمة شاقة، قد يكتفي ترامب بإقناع قسم من الناخبين السود بعدم الاقتراع في 8 نوفمبر.

وقال بولوك ان لهذه الزيارة "من وجهة نظر ترامب مبرراتها. لكننا نعلم أن الغاية منها ليست مساعدة ديترويت".

back to top