أضرب آلاف العراقيين من أتباع رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر أمس، عن العمل في بغداد وعدد من المحافظات، استجابة لطلب من الصدر للضغط على الحكومة لـ"المضي بالإصلاحات وسد الشواغر الوزارية ومحاربة الفساد".

وتجمع أتباع الصدر، كل بحسب مقر عمله في الوزارات والدوائر الرسمية الحكومية، في حين أقام بعضهم سرادقا للتعبير عن تأييدهم لقرار الصدر بالوقوف من أجل استكمال الإصلاحات وسد الشواغر الوزارية.

Ad

في المقابل، اعتبر عدد من النواب إضراب الصدريين عن الدوام "مخالفا للقانون والدستور". وقالت النائبة عواطف نعمة عن ائتلاف "دولة القانون"، الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي أمس، إن "الاضراب لم ينجح، لأن أغلبية الموظفين زاولوا عملهم بشكل طبيعي".

وأشارت نعمة إلى "وجود وسائل اعتراض أخرى للمطالبة بالإصلاح والقضاء على الفساد يمكن اللجوء إليها مثل التظاهرات والوقفات الاحتجاجية"، مضيفة أن "الكثير من الكتل السياسية تطالب بالإصلاح وبالإمكان الاصطفاف معهم لحلحلة الوضع السياسي ب‍العراق".

في سياق متصل، أعلن النائب عن "دولة القانون" عبدالإله النائلي أمس، أن رئيس الوزراء حيدر العبادي سيقدم للبرلمان مرشحي الوزارات الشاغرة في سلة واحدة بعد عيد الأضحى، مبيناً أن أسماء المرشحين "لا تبتعد" كثيراً عن المحاصصة والتوافقات السياسية.

وتخوض بعض الكتل السياسية تنافساً محموماً للفوز بحقيبة وزارة الدفاع الشاغرة، منذ أسابيع إثر إقالة الوزير خالد العبيدي.

وبحسب تقارير صحافية عراقية، فإن النائب عن الموصل والضابط السابق أحمد الجبوري هو الأوفر حظاً بين المرشحين لخلافة العبيدي مقابل ذلك لا تزال أزمة إيجاد بديل لوزير الداخلية المستقيل محمد الغبان، مستمرة مع عدم وجود مرشح ينافس رئيس كتلة "بدر" في البرلمان النائب قاسم الأعرجي.

على صعيد آخر، وصل رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، أمس، إلى محافظة السليمانية قادما من العاصمة بغداد، بهدف تقريب وجهات النظر بين قادة الاتحاد الوطني الكردستاني والمساهمة في حل خلافاتهم، مشيرا في ذات الوقت الى أن معصوم سيزور الرئيس السابق جلال الطالباني.

ولفتت المصادر إلى أن مدينة السليمانية معقل ال الطالباني شهدت، أمس الأول، نشاطا سياسياً واجتماعياً بهدف تقريب قادة الاتحاد الوطني الكردستاني وحل خلافاتهم.

وعد القيادي عن الاتحاد الوطني الكردستاني شوان الداودي أمس، ما يحدث من تطورات سياسية داخل حزب الاتحاد الوطني أمرا طبيعيا وليس جديداً.

وقال الداودي، وهو نائب عن محافظة كركوك، إن "تعدد الآراء والاختلافات داخل الحزب أمر طبيعي وليس جديداً، وهو سر قوته، وإن حزب الرئيس جلال الطالباني شهد كثيرا من الاختلافات والأزمات منذ تأسيسه قبل 41 عاما حينما كان بثلاثة تنظيمات".

وأضاف أن "طرفي الخلاف داخل قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني متمسكان بمام جلال وقياداته ورمزيته التي تعطي دافعاً للحلول والتفاهم"، مؤكدا أن "جميع مؤسسات الحزب السياسية والأمنية والاقتصادية والإعلامية والبحثية لم تكن منحازة لأي طرف".

وتوقع النائب الكردي أن "تشهد الأيام المقبلة مزيدا من الخطوات لحلحلة الموضوع وإيجاد أجواء للتفاهمات وتحقيق الإصلاح والالتزام بأسس الديمقراطية التي ناضل وسعى إليها مام جلال".

وكان نائبا الأمين العام كوسرت رسول وبرهم صالح وعدد من أعضاء المكتب السياسي لـ"الوطني الكردستاني" أعلنوا، الخميس الماضي، تشكيل "مركز لاتخاذ القرار"، داخل الاتحاد. وأعرب المكتب السياسي للاتحاد عن رفضه تشكيل هذا المركز، مؤكدا أن "المواضيع الحساسة" يجب أن تحسم وفق المنهاج الداخلي.