معرض «تدمر الشهيدة» في متحف الجامعة الأميركية
صور لآثار «لؤلؤة الصحراء» قبل تدميرها وبعدها... وصرخة لنجدتها
يستقبل متحف الجامعة الأميركية في بيروت قريباً معرض «سوريا وكارثة الآثار في الشرق الأوسط، تدمر المدينة الشهيدة»، الذي نظمته «لجنة مهرجانات بيت الدولية» في قصر بيت الدين، على هامش برنامجها الموسيقي، بالتعاون مع حافظة متحف الجامعة الاميركية الدكتورة ليلى بدر، ومدير الحفريات السابق في سورية الدكتور ميشال مقدسي. وأرفق المعرض بكتاب «سوريا والكارثة الأثرية في الشرق الأوسط، تدمر المدينة الشهيدة»، من إعداد مقدسي.
متحف الجامعة الأميركية في بيروت الذي يستقبل «تدمر الشهيدة»، يعتبر أـحد أقدم المتاحف في الشرق الاوسط، تأسس سنة 1868، ويضم قطعاً أثرية مصدرها لبنان والبلاد المجاورة تعود إلى الفترة الممتدة من أواخر العصر الحجري إلى الفترة الإسلامية.يضم المعرض صوراً وتحفاً أثرية وأفلام فيديو تكشف الوضع الكارثي للمواقع الأثرية، في أنحاء سورية التي تعرضت للسلب والنهب، من بينها: 39 صورة لتدمر قبل احتلال داعش لهذا المعلم الضخم، والدمار الذي اصابها بعد تدميرها، 3 تماثيل حجرية تدمرية نصفية تمت استعارتها من متحف الجامعة الاميركية، صور تظهر كيف كانت في الأصل على واجهة نواويس حجرية في المقابر البرجية التي تعود الى القرن الأول، لتدل على الشخص الميت والمدفون فيها. فضلا عن صور لـ 24 تمثالا نصفياً كانت تزيّن المقابر التدمرية وهي في حوزة الجامعة الأميركية. يذكر أن التماثيل الثلاثة النصفية تخرج للمرة الأولى من متحف الجامعة الأميركية وسط حراسة وإجراءات لحمايتها، نظراً إلى أهميتها. تكمن أهميّة المعرض في كونه الأول من نوعه الذي يضيء على المدينة الجريحة، بهدف حث الحكومات على تأمين حماية للآثار التي لا تعوّض في حال دمرت أو سُرقت، كونها الشاهد على الماضي العريق، ولفت الانتباه الى الأضرار التي تلحق بتراثها الكبير، والمبادرة إلى الإسهام في إعادة ترميمها.
المعالم المدمّرة
من أبرز المعالم المدمرة: معبدا «بيل» و«بعل شمين»، أقواس النصر وأعمدتها الشاهقة، الأسد الضخم على مدخل متحف تدمر...معبد «بعل شمين»، يعود بناؤه إلى عام 32 ميلادي وكُرس لآلهة كنعانية. في القرن الخامس حوّلَ إلى كنيسة وفي القرن الثاني عشر حُوّل إلى مسجد. يمتاز بأعمدته الضخمة، وبهندسته التي هي مزيج بين الفن المعماري الروماني والسوري والمصري. تحول ركاماً بعد تزنيره بأطنان من الديناميت، ولم يبق منه سوى أربعة أعمدة. اليونسكو التي أدرجت تدمر ضمن «لائحة التراث العالمي»، اعتبرت تدمير المعبد جريمة حرب. أما معبد «بيل» أي الإله، فكُرّس لإله بلاد ما بين النهرين، تمزج هندسته بين فن العمارة الرومانية والشرقية، يعود تاريخ بنائه إلى الحقبة نفسها التي بني فيها معبد «بعل شمين»، يتميّز بأعمدته الضخمة (375 عموداً بارتفاع 18 متراً) ومذابح ومحاريب وتماثيل ومنحوتات... دمر بالكامل في 30 أغسطس 2015 ولم يبق منه سوى قطعة من الباب.الأسد الضخم على مدخل متحف تدمر، يعود تاريخه إلى القرن الأول الميلادي، دمر بسواطير داعش، لكن تمت لملمة بقاياه لترميمه قدر الإمكان. قوس النصر: يقع في أول الشارع المستقيم، وهو عبارة عن بوابة ذات ثلاثة مداخل فوقها قوس تُزينه نقوش هندسية ونباتية بناه سيبتيموس سيفيروس بين 193 و211م، يحيد القوس نحو 30 درجة عن الطريق المستقيم، تزينه أعمدة رُكزت عليها تماثيل لشخصيات مهمة، دمر كلياً ولم يبق منه سوى دعامتين.«سوريا والكارثة الأثرية في الشرق الأوسط»
يتضمن كتاب «سوريا والكارثة الأثرية في الشرق الأوسط، تدمر المدينة الشهيدة»، مقالات وبحوثاً وضعها 30 عالماً وحافظو متاحف عرب وأجانب في جامعات ومعاهد ومؤسسات دولية، تناولت تاريخ تدمر وآثارها والكارثة التي حلت بها، فضلا عن شهادات عن مدن أخرى تعرضت مواقعها ومعالمها للتدمير في سورية والعراق ولبنان، مثل افاميا وتل عفيص وماري، واندثرت حضاراتها، لا سيما حضارة ما بين النهرين. كذلك يتضمن الكتاب صوراً ملونة للقطع والمكتشفات والمواقع الأثرية والطبيعية والحفريات والمتاحف وخرائط.