سورية: تفجيرات بمناطق «موالية»... ولا اتفاق أميركياً - روسياً

«داعش» يستهدف مدخل طرطوس وحي الزهراء بحمص ودمشق... وإردوغان لهدنة قبل العيد

نشر في 06-09-2016
آخر تحديث 06-09-2016 | 00:12
نظرات قاسية بين أوباما وبوتين خلال لقائهما أمس على هامش قمة العشرين في مدينة هانغشتو الصينية (أ ف ب)
نظرات قاسية بين أوباما وبوتين خلال لقائهما أمس على هامش قمة العشرين في مدينة هانغشتو الصينية (أ ف ب)
على وقع سلسلة تفجيرات ضربت عدداً من المناطق السورية الموالية للنظام، فشل لقاء القمة بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين بالصين، في التوصل إلى اتفاق يحدث اختراقاً في جدار الأزمة السورية.
بعد مرور ساعات على فشل وزيري خارجية البلدين في التوصل إلى اتفاق حول سورية، عقد رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في الصين، رسخ أزمة الثقة بين الطرفين وسجل على غرار اللقاءات الماراثونية المتعاقبة إخفاقاً جديداً في تحقيق أي اختراق في الأزمة السورية، خصوصا بشأن وقف إطلاق النار أو إيصال المساعدات.

وإذ اعتبر محادثاته مع بوتين، التي استمرت 90 دقيقة حول سورية، "بناءة"، أقر أوباما، في مؤتمر صحافي بختام قمة مجموعة العشرين، بأن "المحادثات مع الروس صعبة بسبب فجوة الثقة بين بلدينا"، موضحاً أنه بحث مع نظيره الروسي طرق التوصل لوقف دائم للنار، وأكد له ضرورة إنهاء معاناة السوريين من الأعمال القتالية.

وأوضح أوباما أن النظام السوري يواصل قصف حلب عشوائياً، وبات قادراً على الإفلات من العقاب، وهذا يمكن "جبهة النصرة" من تجنيد عناصر جدد، معتبراً أن "وقف إطلاق النار سيمكننا من الوقوف ضد الإرهاب مثل (داعش) وجبهة النصرة".

كيري ولافروف

وبعد فشل لقاءات اليوم الأول من قمة العشرين، أجرى وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف، أمس، محادثات جديدة لساعات طويلة دون أن يتمكنا من تخطي الخلافات في وجهات النظر، التي سبق أن ألقت واشنطن باللوم على موسكو فيها، قائلة إنها "تراجعت" في بعض القضايا.

وبينما أعلن البيت الأبيض أن كيري ولافروف سيلتقيان مجدداً هذا الأسبوع لبحث الوضع بسورية، أفاد مصدر في وزارة الخارجية الروسية بأن الوزيرين لم يتوصلا إلى تفاهم أمس إلا أنه من السابق اعتبار المباحثات فاشلة، مؤكدا أن "العملية مستمرة ولا يوجد أساس للتصريحات الدرامية حول فشل المباحثات والتي تسمح مصادر في الخارجية الأميركية لنفسها بالإدلاء بها".

منطقة آمنة

بدوره، أعلن الرئيس التركي، في مؤتمر صحافي، أنه "طرح خلال قمة العشرين في الصين مسألة إنشاء منطقة آمنة للاجئين داخل سورية"، مؤكدا أن بلاده تعمل روسيا والتحالف الدولي بقيادة واشنطن على التوصل إلى هدنة في حلب قيد الأضحى.

في السياق، نفى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف خبرا نشرته صحيفة "السفير" للبنانية عن وجود لقاء محتمل للرئيس التركي والسوري بشار الأسد تحت رعاية نظيريهما الروسي، قائلا "إنه خبر مختلق".

هجمات متزامنة

وعلى الأرض، ضربت سلسلة هجمات متزامنة صباح أمس مناطق سورية عدة، غالبيتها واقعة تحت سيطرة الجيش، وأسفرت عن مقتل 51 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات بجروح.

واستهدف تفجيران حاجزين أمنيين على مدخل مدينة طرطوس الساحلية، الأول بسيارة مفخخة، والثاني انتحاري فجر نفسه أثناء تجمع الناس لتفقد المصابين، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، التي أكدت مقتل 38 وإصابة 45 آخرين بجروح من جراء التفجيرين عند جسر أرزونة على الطريق الدولي في ريف طرطوس.

حمص ودمشق

وفي وقت سابق، استهدف تفجير بسيارة مفخخة مدخل حي الزهراء في مدينة حمص بوسط سورية، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص ودمار كبير في مكان التفجير.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن التفجير استهدف حاجزاً أمنياً حين لم تتمكن السيارة المفخخة من التوغل في حي الزهراء، مشيراً إلى أن جميع القتلى من عناصر قوات النظام.

إلى ذلك، قتل شخص وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في "تفجير على طريق الصبورة البجاع" غرب دمشق، وفق "سانا". وكان المرصد السوري أفاد بدوره بأن التفجير استهدف حاجزا أمني وأسفر عن مقتل "ثلاثة عسكريين".

الحسكة وحلب

وفي الحسكة، قتل ثمانية بينهم ستة من عناصر قوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) ومدنيان، من جراء تفجير بدراجة نارية استهدف حاجزاً أمنياً لدوار مرشو في المدينة.

ونقلت وكالة الاعماق، المرتبطة بتنظيم "داعش"، وقوع "عملية استشهادية بسترة ناسفة" في الحسكة.

وغداة تمكنها من إعادة فرض الحصار على شرق حلب، واصلت قوات النظام تقدمها في المنطقة على حساب "جيش الفتح" بسيطرتها على تلة المقالع وكتيبة الدفاع الجوي ومنطقة البرادات والزيوت جنوب حلب.

صواريخ إسرائيلية

وفي القنيطرة، أفاد مصدر عسكري وكالة "سبوتنيك" الروسية بأن طائرة استطلاع إسرائيلية استهدفت بثلاثة صواريخ سرية تابعة للجيش الأسد في منطقة مشاتي حضر، قرب الحدود مع الجولان دون وقوع أضرار مادية أو بشرية، موضحاً أن ذلك جاء رداً على سقوط قذيفة بفعل القتال في سورية.

«البعث» يستنفر

ومع التقدم الكبير لكتائب المعارضة على جبهات محافظة حماة وفي ريفيها الشمالي والغربي ووصولها أكثر نحو جبل زين العابدين الاستراتيجي، استنفر النظام قواه العسكرية، محاولاً تطويع أكبر قدر ممكن من الشباب والرجال لمحاولة صد هذه المعركة المتسارعة الأحداث.

ووسط استمرار عملية النزوح خصوصاً من مدن حلفايا وطيبة الإمام وصوران وبلدة معردس، تحدث الناطق الرسمي باسم "مركز حماة" الإعلامي حسن العمري عن وجود معلومات تفيد بقيام النظام باتخاذ منازل ومباني المدنيين سواتر لحماية أنفسهم من أي تقدم مفاجئ للجيش الحر، في حين عمد فرع الأمن السياسي باستخدام بيوت ومنازل المدنيين المحيطة بالفرع.

حليموف وزيراً للحرب في «داعش»

عيّن تنظيم "داعش" القائد السابق للقوات الخاصة التابعة لوزارة الداخلية الطاجكية غولمراد حليموف وزيراً لحربه خلفاً للقائد العسكري أبوعمر الشيشاني الذي قتل قبل أشهر في غارة جوية نفذتها طائرة أميركية بالعراق، بحسب مصادر مقربة من التنظيم.

وسبق أن اتهمت طاجيكستان حليموف بالخيانة بعد انضمامه إلى "داعش" قبل أكثر من عام، أما الولايات المتحدة فقد وضعته على قائمة أخطر المطلوبين، وقررت منح مكافأة مالية لمن يساعد على اعتقاله أو تصفيته.

وتلقى حليموف (41 عاماً) الكولونيل السابق في الوحدات الخاصة للشرطة التابعة لوزارة الداخلية، بعدما اعتمد كقناص، خمس دورات تدريب في الولايات المتحدة وطاجيكستان بين عامي 2003 و2014، ممولة من برنامج مكافحة الإرهاب التابع للخارجية الأميركية.

وأعلن حليموف ولاءه للتنظيم العام الماضي، وظهر في شريط فيديو نشر على الإنترنت شاهراً بندقية قنص في مكان ما شرق سورية ومتوعداً بـ"الجهاد" في روسيا وطاجيكستان والولايات المتحدة.

back to top