السعودية تقف وراء الاضطرابات الكردية... بالنسبة إلى إيران

نشر في 06-09-2016
آخر تحديث 06-09-2016 | 00:05
No Image Caption
دفع قرار حزب كردي معارض حمل السلاح في مواجهة السلطات الإيرانية المسؤولين في طهران للقلق من أن تكون السعودية تسعى لتقويض استقرار البلاد.

وفي السنوات الأخيرة، تصاعد التوتر بين البلدين، إذ تدعم السعودية وإيران أطرافاً متحاربة في سورية واليمن، وتؤيدان أحزاباً سياسية متصارعة في العراق ولبنان. وكثيراً ما يتقاطع التنافس بينهما مع خطوط طائفية، إذ تتنافس إيران ذات الأغلبية الشيعية والسعودية التي يهيمن عليها السنة على النفوذ في المنطقة.

ويشعر المسؤولون في إيران بالقلق من أن يكون هذا التنافس قد امتد إلى داخل حدودهم، نتيجة لما يخشون أن يكون استغلال السعودية للخلافات الطائفية داخل البلاد.

فهم يشيرون إلى اشتباكات، هي الأولى من نوعها منذ نحو 20 عاماً، بين مقاتلي الحزب «الديمقراطي الكردستاني الإيراني» والحرس الثوري في شمال غرب البلاد في يونيو ويوليو، والتي خلفت عددا من القتلى على الجانبين.

ومع تصاعد القتال قصفت القوات الإيرانية ما يشتبه أنه قواعد عسكرية كردية في شمال العراق، ما يثير احتمالات أن يمتد الصراع عبر الحدود.

وإضافة إلى المزاعم بشأن تمويل السعودية لجماعات كردية مسلحة اتهم مسؤولون إيرانيون الرياض كذلك بإثارة المشكلات بين أقليات إيرانية سنية أخرى مثل البلوخ في جنوب شرق البلاد والعرب في جنوب غرب إيران.

ونقل موقع «تابناك» الإخباري عن محسن رضائي القائد السابق للحرس الثوري، بعد جولة من الاشتباكات، قوله إن السعودية «تعطي المال لأي مناهض للثورة يقترب من الحدود وتقول له: اذهب ونفذ عمليات»، وأضاف: «عندما يسألون: أين ننفذ هذه العمليات؟ يقول السعوديون لهم: ليس مهما نريد أن يغيب الأمن عن إيران».

وأكراد إيران الذين يتراوح عددهم بين ثمانية وعشرة ملايين أغلبهم من السنة. ويشير مراقبون الى أن العلاقات بين النظام الإيراني والأقلية الكردية تتسم بالتوتر منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979. وحارب الحرس الثوري الانفصاليين الأكراد بعد الثورة مباشرة وشن حملات على الأكراد المعارضين منذ ذلك الوقت.

وأخيراً بات المسؤولون الإيرانيون يتهمون أفرادا من جماعات الأقلية السنية بخاصة الأكراد بالتعاطف مع المتشددين ومنهم تنظيم «داعش».

وأعلن وزير المخابرات الإيراني محمود علوي الأسبوع الماضي أن 1500 شاب إيراني تم منعهم من الانضمام لـ «داعش».

وقال هادي غائمي مدير الحملة الدولية لحقوق الإنسان في إيران «الوقت مناسب جدا للربط بين أي عمل يتعلق باضطهاد السنة وبين تنظيم داعش».

ولم تعد المملكة القلقة مما تعتبره انتشارا خطرا للأنشطة الإيرانية في الخارج تعتمد بدرجة كبيرة على حلفائها الغربيين في احتواء النفوذ الإيراني، بل تكثف من جهودها هي للسيطرة عليه.

وقد أشار حضور رئيس المخابرات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل تجمعاً في باريس في يوليو الماضي لمنظمة «مجاهدي خلق» الإيرانية المعارضة الرئيسية في المنفى، والتي تسعى للإطاحة بالحكم الديني في البلاد، إلى تجاوز الرياض لخط أحمر فيما يتعلق باستعدادها لدعم الجماعات المعارضة الإيرانية علانية.

ويقول عباس ميلاني مدير برنامج الدراسات الإيرانية في جامعة ستانفورد: «الحرب بالوكالة بين السعودية وإيران أصبحت أكثر علانية وأكثر تصميماً».

وفي أوائل أغسطس أعدمت إيران 20 سجينا كرديا يزعم أنهم إسلاميون في سجن رجائي شهر، ما صعّد التوترات بين الحكومة المركزية والمنطقة التي تقطنها أغلبية كردية في البلاد.

وقال غائمي: «توقيت الإعدامات يبدو بالتأكيد وكأنه يوجه رسالة للجماعات الكردية وللسكان الأكراد المحليين... إنه بالتأكيد عقاب لطائفة لبث الخوف وللترهيب».

وتأتي عمليات الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في وقت يبدو فيه أن الأكراد في مختلف أرجاء المنطقة أصبحوا أكثر جرأة وتمكينا. فالجماعات الكردية المسلحة في سورية حققت مكاسب على الأرض وحكومة إقليم كردستان في شمال العراق تنأى بنفسها بشكل متزايد عن الحكومة المركزية في بغداد.

ويقول أعضاء الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران إنهم لا تربطهم صلات رسمية ولا يشاركون في عمليات مع أي أحزاب كردية في العراق أو تركيا أو سورية.

back to top