حاول الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، استثمار وجوده في فعاليات ختام قمة العشرين المنعقدة في مدينة هانغشو الصينية، أمس، في دعوة الدول المشاركة في القمة إلى مساعدة مصر في وضع خطة تتضمن العمل على استعادة الأموال والأصول المنهوبة.

وقال السيسي، في الكلمة التي أوردتها وكالة أنباء الشرق الأوسط: "مصر تطالب دوماً بأن تعكس الحوكمة الاقتصادية والمالية الدولية زيادة مساهمة الدول النامية في الاقتصاد العالمي ومشاركتها الفعالة في اتخاذ القرار الاقتصادي والمالي الدولي".

Ad

وفيما يتعلق بقضية الطاقة، أوضح السيسي أن تعزيز التعاون في هذا المجال أصبح حيوياً في ظل ما نشهده من تغيرات غير مسبوقة في حركة السوق العالمي، مشيراً إلى أن أمن الطاقة يشكل أولوية قصوى وطنياً وإقليمياً ودولياً، وتابع: "مصر نجحت في تحقيق تواصل أفضل لحركة النقل العالمي للطاقة من خلال تقليص فترة مرور الناقلات بمختلف أحجامها عبر قناة السويس عقب شق قناة جديدة في زمن قياسي العام الماضي".

وبدا أن السيسي يضع اهتمامات القارة السمراء نصب عينيه، خلال كلمته في القمة، إذ أعرب عن تطلعه للتنفيذ الفعال للخطة التي وضعتها مجموعة العشرين لتعزيز قطاع الطاقة في إفريقيا، بما يتكامل مع المبادرة الأفريقية للطاقة المتجددة التي أنشأت مصر مسارها وطرحتها بصفتها رئيساً للجنة القادة الأفارقة المعنية بتغير المناخ.

لقاءات

إلى ذلك، عقد السيسي جملة من اللقاءات المهمة مع قادة ورؤساء وممثلي الدول على هامش قمة العشرين، واستهل تلك اللقاءات بلقاء ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، صباح أمس، كما إلتقى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مؤكداً اعتزاز مصر بعلاقتها الوثيقة بألمانيا، فيما أكدت ميركل حرص بلادها على تعزيز وتطوير العلاقات المتميزة مع مصر.

كذلك التقى السيسي على هامش أعمال القمة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الذي أشاد بالعلاقات التاريخية التي تجمع بين مصر وفرنسا، كما التقى رئيس الوزراء الأسترالي مالكوم ترنبول.

وقال رئيس لجنة استرداد الأموال المهربة أحمد أيوب، إن "السيسي يسعى في جميع المحافل الدولية إلى استرداد الأموال المهربة"، مؤكداً لـ"الجريدة" أن الرئيس يحاول حث الدول التي لا يربطها تعاون قضائي مع مصر، لاسيما سويسرا ودول أميركا اللاتينية إلى التعاون.

ولفت إلى أن "القانون الحاكم في كثير من دول العالم هو ما يعرقل مساعي عودة تلك الأموال".

ووصف رئيس المجلس الاستشاري لحزب "التجمع"، أقدم الأحزاب اليسارية في مصر، رفعت السعيد، حضور السيسي قمة العشرين بـ"الناجح"، وقال لـ"الجريدة": "الحديث عن إهمال قادة الدول للرئيس السيسي عجز إخواني"، مشيراً إلى أن "الحضور انتصار واستثناء".

قانون التظاهر

برلمانياً، وفي حين علمت "الجريدة" من مصدر مطلع في الأمانة العامة لمجلس النواب، عدم وصول خطاب من رئاسة الجمهورية، بإعلان فض دور الانعقاد الأول للبرلمان، ما يفتح المجال أمام مد العمل بالدورة البرلمانية الحالية عدة أيام، قال المصدر الذي فضل عدم نشر اسمه: "الخطاب كان من المنتظر وصوله الأسبوع الماضي، وعدم وصوله سيرجئ قرار فض دور الانعقاد"، لافتاً إلى أنه من المقرر أن يصدر السيسي خطاب فض دور الانعقاد الأول فور عودته من الصين.

وقال الفقيه الدستوري شوقي السيد لـ"الجريدة": "المادة 115 من الدستور أكدت أن مجلس النواب لا يتم عقده أو فضه، إلا بقرار من رئيس الجمهورية"، مشيراً إلى أن إنهاء انعقاد البرلمان من دون قرار رئاسي أمر مخالف للدستور.

إلى ذلك، قال وزير الدولة للشؤون القانونية المستشار مجدي العجاتي، إن الوزارة أوشكت على الانتهاء من إدخال تعديلات على قانون "التظاهر"، وأوضح في تصريحات صحافية أنه من المقرر إرسال التعديلات إلى مجلس النواب خلال دور الانعقاد الثاني للمجلس ضمن حزمة التشريعات المقدمة من الحكومة إلى البرلمان.

ورجح عضو مجلس النواب، الرئيس المستقيل من لجنة حقوق الإنسان محمد أنور السادات، عدم تلبية التعديلات التي تعتزم الحكومة إدخالها على قانون "التظاهر" تطلعات القوى المدنية، وقال لـ"الجريدة": "من المتوقع طرح القانون على الدور الثاني لانعقاد المجلس في أكتوبر المقبل".

مقتل تكفيريين

ميدانياً، وغداة مقتل نحو 40 مسلحا ينتمون الى تنظيم ما يُسمى "أنصار بيت المقدس" الفرع المصري لتنظيم "داعش"، في سيناء، أطلقت قوات الأمن حملات أمنية للتمشيط والفحص في مناطق رفح، بعد مقتل مُجند برصاص قناصة من مسافة بعيدة، وذكر مصدر أمني أن المجند هو بدر مصطفى هاشم، 20 عاماً، من محافظة أسيوط، وتعرض للإصابة في الرقبة إثر إطلاق قناصة الأعيرة النارية من مسافة بعيدة أثناء وجوده في محل خدمته في كمين الماسورة غرب مدينة رفح.