الله يرحم أياماً كان فيها اللص السياسي (اللصوص أنواع، أخطرهم اللص السياسي، أو المسنود من سياسي)، أقول رحم الله تلك الأيام التي كان فيها اللص السياسي يرتدي نقاب أخته خجلاً من نظرات الناس وألسنتهم، قبل أن نصل إلى أيامٍ بات فيها اللص السياسي يرفع يديه لتحية الجماهير المعجبة، ويدلدل لسانه للجماهير الغاضبة.

وفي حفلة النهب المسعورة التي تجتاح الكويت، ارتفع صخب اللصوص وصراخهم، وارتفع صليل حديد الخزائن التي تُسرق في وضح النهار، فلم يعودوا يسمعون حشرجات الصدور الغاضبة، التي يقدّر البعض أنها ستنفجر قريباً.

Ad

يتحدث أحد اللصوص السياسيين المخضرمين أمام أصدقائه: "سابقاً لم نكن نحصل إلا على الفتات، ولم تكن تقدّرنا حق قدرنا، واليوم فُتحت أمامنا الخزائن وزاد احترامها لنا". ويوضح ساخراً: "أي أننا كسبنا مادياً ومعنوياً".

وكثّر الله خير اللصوص الذين ما زالوا يمتلكون شيئاً من النبل يدفعهم إلى تبرير سرقاتهم، إنْ تم كشفها. هم يبررونها، وهم يعلمون أن الشعب لن يفعل لهم شيئاً مهما تضخمت سرقاتهم، ويرون سرقات غيرهم تُكشف ولا يتم تبريرها، ومع ذلك يبررون ويتعذّرون ويقدّمون الحجج الواهية. والتبرير يتضمن الخجل... كثّر الله خيرهم.